إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجُل اسْتُشْهِدَ، فأُتي به، فعرَّفه نِعمته، فعرَفَها، قال: فما عَمِلت فيها؟ قال: قَاتَلْتُ فيك حتى اسْتُشْهِدْتُ
معاني المفردات
يُقضى يوم القيامة عليه : يحكم عليه ويفصل في أمره. عرَّفه نِعمته : عرَّف الله العبد نِعمته التي كانت عليه في الدنيا. قَاتَلْت فيك : أي لأجلك ولنَصر دِينك. فقد قِيل : أي حصل لك في الدنيا ما أردت. فَسُحِب : جُرَّ. جَواد : كثير الجُود والعطاء.
شرح الحديث
أن أول من يُقضي فيهم يوم القيامة هم ثلاثة أصناف: مُتَعلِّم مرائي ومقاتل مرائي ومتصدِّق مرائي، ثم إن الله سبحانه وتعالى يأتى بهم إليه يوم القيامة فيعرفهم الله نعمته فيعرفونها ويعترفون بها فيسأل كل منهم: ماذا صنعت؟ يعني في شكر هذه النعمة، فيقول الأول: تعلمت العلم وقرأت القرآن فيك. فقال الله له: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ ليس لله، بل لأجل الرياء، ثم أُمر به فسُحب على وجهه في النار، وكذا من بعده.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
التحذير من الرياء، وأن أول ما يقضى فيه يوم القيامة أعمال الرياء بإظهارها وتأنيب أصحابها وفضحهم. تغليظ تحريم الرِّياء وشدِّة العقوبة عليه. لا يكفي العمل الظاهر للنجاة في الآخرة، بل لا بد من الإخلاص وابتغاء وجه الله -تعالى-. المراؤون يأخذون ثوابهم في الدنيا فقط وهو مدح الناس لهم. المراؤون يوم القيامة لا يجدون إلا العذاب جزاء وفاقًا لهم. امتهان وإذلال للمرائين؛ لأنهم يسحبون على وجوههم موضع كرامتهم إلى النار. وجوب إخلاص العمل لله -تعالى-.