إن الله يُعَذِّب الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ الناس في الدنيا
معاني المفردات
الأَنْبَاط : الفلَّاحون من العَجم. الخَرَاج : ما يُفْرَض على الأرض المفتوحة من المال مقابل تركها في يد الدافع. الجِزْيَة : ما يُفْرَض على أهل الذمة. خُلُّوا : تُرِكوا من العَذاب.
شرح الحديث
إن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما مَرَّ بالشَّام على أُناس من فلاحين العجم، وقد أوقفوا في الشمس لتحرقهم، وزيادة في تعذيبهم صبَّ على رؤوسهم الزَّيْتُ؛ لأن الزَّيْت تشتد حرارته مع حرارة الشمس، فسأل هشام رضي الله عنه عن سبب تعذيبهم فأجابوه بأنهم لم يدفعوا ما عليهم من أجرة الأراضي التي يعملون عليها، وفي رواية: أنهم لم يدفعوا ما وجب عليهم من الجزية، فلما رأى هشام رضي الله عنه هذا التنكيل بهؤلاء الضعفاء قال رضي الله عنه : أشهد لسَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر أن من يُعَذِّبُون الناس ممن لا يستحق التعذيب، فإن الله تعالى يعذبهم يوم القيامة، جزاء وفاقًا، ثم بعد أن قال مقولته تلك: دخل على الأمير وأخبره بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان من الأمير إلا أن تركهم في حالهم. ولكن لا يعني ذلك عدم عقوبة المخطئ وإيلامه بما يردعه ويكف شره، بل المنهي عنه هو التعذيب الزائد عن العقوبة المعتادة.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
الترهيب من تعذيب المساكين والضعفاء أكثر مما فعلوه من الخطأ. تحريم تعذيب الناس حتى الكفار بغير موجب شرعي. تحذير الظالمين من الظُلم. تمسك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. استحباب قبول الأمير النَّصِيحة من الرَّعِيَّة. الواجب على الرَّعِيَّة النصح للحاكم والأمير.