أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي مَلَّكَك الله إياها؟ فإنه يَشْكُو إلي أنك تُجِيعه وتُدْئِبه
معاني المفردات
أردفني : أركبني خلفه. أَسَرّ : كتَم وأخفى. لحاجته : أي: عند قضاء حاجته. استَتَر به : احتجب عن أعين الناس. هدف : كل شيء مرتفع. حائشُ نَخْل : هو البستان الذي يجتمع فيه النخل. جَرْجَر : ردَّد صوتًا في حلقه. ذَرَفَتْ عيناه : سال منها الدمع. ذِفْرَاه : الموضع الذي يعرق من البعير خلف أذنه. تُدْئِبه : تتعبه.
شرح الحديث
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أركبه خلفه ذات ليلة على الدابة، وكتم إليه بشيء من القول لا يحب رضي الله عنه أن يحدث به الناس، لأنه سر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب إذا أراد قضاء حاجته أن يستتر إما بشيء مرتفع، أو ببستان يجتمع فيه النخل حتى لا يراه أحد، وهذا البستان مكان فيه زرع مرتفع لكنه لا يصلح لجلوس الناس فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بستانا لرجل من الأنصار فوجد جملا، فلما رأى الجملُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بكى؛ فمسح النبي صلى الله عليه وسلم سنامه وخلف أذنه، ثم سأل عن صاحب الجمل، فجاء فتى من الأنصار وأخبر أنه صاحبه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أفلا تتقي الله الذي جعلك مالكا لهذا الجمل، فإنه شكى لي أنك تجيعه وتتعبه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم مختصرا، وأبو داود وأحمد بتمامه
من فوائد الحديث
جواز الإرداف على الدابة إن كانت الدابة قوية وتستطيع ذلك. كتمان سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمحافظة عليه، في شيء لا ينبني عليه حكم شرعي. المبالغة في ستر العورة عند قضاء الحاجة. بيان آية من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتكى إليه الجمل. مشروعية الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر. تحريم ظلم الدواب: بإتعابها وتجويعها ونحو ذلك. قيام الشرع على العدل والإنصاف.