قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم، قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا
معاني المفردات
مَرَابِض : هي مَبَارِكها ومواضع مبيتها ووضعها أجسادها على الأرض للاستراحة. مَبَارِك الإبل : هو الموضع الذي تَبْرُك فيه للشرب والراحة.
شرح الحديث
معنى الحديث: "أأتَوضأ من لحوم الغنم" هذا استفهام من الصحابي عن لحوم الغنم، هل يجب الوضوء من أكلها عند إرادة الصلاة أو ما يشرط له الطهارة ؟ "إن شِئْتَ فتوضأ، وإن شِئْتَ فلا تَوَضَّأْ" خَيَّره النبي صلى الله عليه وسلم بين فعل الوضوء وتركه، فكلاهما جائز. "قال أتوضأ من لحوم الإبل" أي: هل يجب الوضوء من أكل لحوم الإبل عند إرادة الصلاة أو ما يُشرط له الطهارة؟ "نعم فتوضأ من لحوم الإبِل" أي: يجب عليك الوضوء من لحم الإبل ولو كان المأكول يسيرا، أما اللبن والمرق فلا يلزم الوضوء منه؛ لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر العُرَنِيِّينَ بالوضوء من ألبان الإبل، وقد أمرهم بشُرْبها، وتأخيرُ البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. "قال: أُصَلي في مَرَابِضِ الغَنم؟" أي: هل تجوز الصلاة في الأماكن التي تأوي إليها الغنم؟ "قال: «نعم»" أي: تجوز لك الصلاة في تلك الأماكن لعدم الخشية منها. "قال: أُصلي في مَبَارِكِ الإبِل؟" أي : هل تجوز لي الصلاة في الأماكن التي تأوي إليها الإبل وتبرك فيها؟ "قال: «لا»" أي: لا تصل فيها؛ لأنه لا يؤمن من نفورها، فيلحق المصلي ضرر من صدمة وغيرها، وهذا المعنى مأمون من الغنم لما فيها من السُّكون وقِلَّة نُفورها، وعدم أذاها.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
إباحة الوضوء بعد أكْل لحوم الغَنم ولا يجب. أن أكْل لحوم الإبل ناقض للضوء. إباحة تجديد الوضوء من لحوم الغنم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حكم بعدم نقض الوضوء من لحوم الغنم، وأجاز له الوضوء، وهو تجديد للوضوء على الوضوء. إباحته الصلاة في مَرابِض الغَنم ومنعها في مَبَارِك الإبل. حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على تعلم العلم. إثبات المشيئة للعبد؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن شِئْت).