بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين
معاني المفردات
السَرِيَّةً : القطعةُ من الجيش، سُمِّيَتْ سريةً؛ لأنَّها تَسْرِي في خُفْية، وهي ما بين خمسة أنْفُس إلى ثلاثمائة. العَصَائِب : هي العمائم سميت بذلك؛ لأن الرأس يعصب بها، فكل ما عَصَبْت به رأسك من عمامة أو منديل أو نحو ذلك فهو عصابة. التَّسَاخِين : الخِفَاف، ويقال: أصل ذلك كل ما يُسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما.
شرح الحديث
يخبر ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جماعة من أصحابه لملاقاة الكفار، وفي أثناء سيرهم شَقَّ عليهم خلع العمائم والخفاف بسبب برودة الجو، فلما قدموا المدينة أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأباح لهم المسح على العمائم وعلى الخفاف، سواء كانت من الجلود أو من الصوف أو من الخِرق، تسهيلا وتيسيرا على المكلفين، فكان ذلك سنة ثابتة حضرا وسفرا لعذر ولغير عذر.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود وأحمد
من فوائد الحديث
جواز المسح على العمامة، والخفاف في السفر، ويقاس عليه الحضر؛ لأن الرخصة عامة. ظاهر الحديث جواز المسح على العمامة ولو لم تكن محنكة أي ملوية على الحنك أو لها ذؤابة لإطلاق النصوص، فمتى شُدَّت العمامة على الرأس جاز المسح عليها. مشروعية بعث السرايا، لكن بشرط ألا يكون في هذا البعث إلقاء بالنفس إلى التهلكة، مثل أن يرسل سرية إلى جيش تبلغ آلافا ، فهنا لا يجوز ؛ لقوله تعالى: ( ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة )[النساء : 29]. يُسر الشريعة الإسلامية. جواز تأخير البيان إلى وقت الحاجة.