من سره أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو هذا
معاني المفردات
طَهور : بفتح الطاء اسمٌ للماء الطَّاهر بذاته المطهِّر لغيره. طَسْت : إناء كبير مستدير من نُحاس أو نحوه يُستعمل للغسيل. تَمَضْمَضَ : المضمضة: أنْ يجعل الماء في فمه، ويديره ثمَّ يمجه. اسْتَنْثَر : الاستنثار: إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق.
شرح الحديث
هذا الحديث بطوله بين صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ، يذكر فيه عبد خير، أن عليا رضي الله عنه أتاهم بعدما صلى، فدعا بماء، فاستغربوا طلبه هذا لكونه قد صلى، ثم عرفوا أنه أراد أن يعلّمهم صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاؤوه بماء في إناء، فصب من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاث مرات، ثم تمضمض واستنثر ثلاث مرات، يمضمض ويستنثر من نفس الكف الذي يأخذ منه الماء، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، وحدود الوجه من منابت شعر الرأس المعتاد إلى الذقن مع ظاهر اللحية، ومن الأذن إلى الأذن، ثم يغسل يده اليمنى إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك، والمرفقان داخلان في الغسل، ثم مسح رأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليُمنى ثلاث مرات، ثم رجله اليسرى ثلاث مرات، ثم ذكر أن هذا هو وُضوء رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد
من فوائد الحديث
حرص الصحابة على نشر العلم وتبليغ أحكام الدين. التعليم بالفعل, والوصف بالفعل أسرع إدراكا, وأدق تصويرا, وأرسخ في النفس, ويستفاد من ذلك أنه ينبغي للمعلم أن يسلك أقرب الطرق لإيصال المعلومات إلى أذهان الطلاب. جواز الاستعانة في إحضار ماء الوضوء. مشروعية الوضوء على الصفة الواردة في هذا الحديث. سنية غسل الكفين ثلاث مرات في بداية الوضوء. أن الواجب في مسح الرأس مرة واحدة لا يزيد عليها, ومشروعية التثليث في بقية الأعضاء المغسولة. الحكمة في مسح الرأس مرَّة واحدة، وكونه لا يُكَرَّر، كما يكرر الغسل؛ لأنَّ المسح أخف من الغسل، مخففٌ في كيفيته وفي كميته، ولعلَّ الحكمة الرَّبَّانيَّة في التخفيف في الرأس، من كونه يمسح مسحًا ولا يغسل، وأن مسحه مرَّة واحدة فلا يكرر، هو التيسير على الأمة؛ فإنَّ الرَّأس موطن الشعر، فصَبُّ الماء عليه وتكريره، رُبَّما سبَّب أذيَّةً ومرضًا، فخفَّف الله -تعالى- عن عباده.