من شرب في إناء من ذهب أو فضة، فإنما يجرجر في بطنه نارًا من جهنم
معاني المفردات
يُجَرْجِر : من الجرجرة, أصلها صوت وقوع الماء في جوف البعير, والمراد هنا صوت جرع الإنسان للماء؛ شُبه نزول العذاب في بطن الشارب في إناء الذهب أو الفضة بهذا الصوت المخيف. إناء : الإناء: الوعاء, ويكون من الحديد والنحاس والخزف والخشب والجلود، وغير ذلك. جهنم : اسم من أسماء النار وهي مستقر عذاب الكافرين والعصاة.
شرح الحديث
الحديث فيه الوعيد الشديد لمن استعمل أواني الذهب والفضة التي صنعت منهما أو طُلِيت أو زيِّنت بهما، وأنَّ من ارتكب هذه المعصية سَيُسْمَعُ لوقوع عذاب جهنَّم في جوفه صوتٌ مرعب منكر؛ لما في ذلك من التشبه بالكفار، والخيلاء وكسر قلوب الفقراء؛ ولأن الإِسلام يصون المسلم عن الانحلال والترف، ومن الحكم في تحريم استعمالهما -أيضا- كونهما نقدين إلى زمن قريب؛ فاتخاذهما واستعمالهما أواني أو تحفًا ونحو ذلك، هو شَلٌّ للحركة التجارية، وتعطيلٌ لقيم الحاجات والضرورات، بدون وجود مصلحة راجحة. وهذا النهي -في الحديث- عن استعمالهما في الأكل والشرب يعم استعمالهما لأي منفعة، إلاَّ ما أذن فيه الشرع كحليِّ المرأة.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
أن استعمال أواني الذهب والفضة في الأكل والشرب محرم ومن كبائر الذنوب؛ لما في ذلك من الوعيد الشديد. النَّهي عن استعمالهما في الأكل والشرب يعم استعمالهما لأي منفعة، إلاَّ ما أذن فيه كحليِّ المرأة. إثبات الجزاء في الآخرة، وإثبات عذاب النَّار يوم القيامة، وهو أمرٌ واجب الاعتقاد معلومٌ من الدِّين بالضرورة. أنَّ الجزاء يكون موافقًا للعمل؛ فهذا الذي أتبع نفسه هواها وتمتَّع بالشرب بإناء الفضة سيتجرَّع عذاب جهنَّم، في تلك المواضع من بدنه التي تمتعت واستلذت بالمعصية في الدُّنيا؛ وهكذا فالجزاء من جنس العمل. النهي في الحديث عام في الإناء الخالص من الذهب والفضة, والإناء المخلوط بهما كالمطلي والمموه بهما ونحو ذلك. الحديث يشمل الرجال والنساء بالتحريم, فلا يجوز للمرأة أن تتخذ الأواني من الذهب والفضة، كما لا يجوز ذلك للرجل.