يوضع الصراط بين ظهري جهنم، عليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومجدوح به، ثم ناج ومحتبس به فمنكوس فيها
معاني المفردات
ظَهْرَيْ جهنم : وسطها. حَسَك : شوكة صلبة. السَّعْدان : نبت ذو شوكة. مُسَلَّم : محفوظ. مجدوح به : الذي قُشِر جلده به. منكوس : مقلوب بأن صار رأسه أسفل. أزرته : بلغت إلى موضع إزاره، وهو وسط الإنسان. تغش : تغطِّى. يُطْرَحون : يُلقَون. ماء الحياة : هو الماء الذي يُحيى من انغمس فيه. غثاء السيل : كل ما حمله السيل من عيدان وورق وبزور وغيرها، والمراد به هنا ما حمله من البزور خاصة. يتحنن : يعطف ويرحم. مثقال : مقدار.
شرح الحديث
إذا كان يوم القيامة وضع الله عز وجل الصراط على وسط جهنم، وعلى الصراط شوك صلب، ثم يؤمر الناس بالمرور عليه، فمنهم من ينجو ويسلم ولا تناله النار، ومنهم من يُخدش ثم يسلم ويُخلَّص، ومنهم من يسقط في جهنم. فإذا فرغ اللهُ عز وجل من محاسبة عباده وأُدخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النار النارَ، لا يجد المؤمنون من أهل الجنة ناساً كانوا معهم في الدنيا يصلون ويزكون ويصومون ويحجون ويجاهدون معهم، فيقولون لله عز وجل: إننا لا نرى هؤلاء الناس معنا في الجنة مع أنهم كانوا يصلون ويزكون ويصومون ويحجون ويجاهدون معنا في الدنيا. فيقول الله لهم : اذهبوا إلى النار فإذا وجدتم فيها أحدًا منهم فأخرجوه منها. فيجدونهم قد أصابتم النارُ على قَدْر أعمالهم، فمنهم مَن أصابته إلى قدميه، ومنهم مَن أصابته إلى نصف ساقيه، ومنهم مَن أصابته إلى رُكبتيه، ومنهم من أصابته إلى وسطه ومنهم من أصابته إلى ثَدْيَيْه، ومنهم من أصابته إلى رقبته، ولكنَّ النار لم تصل إلى وجوههم، فيشفعون فيهم، فيخرجون من النار ويُلقون في ماء الحياة، وهو ماء يُحيى من انغمس فيه، فينبتون كما ينبت الزرع في مجرى السَّيل. ثم يشفع الأنبياء في كلِّ من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلِصًا من قلبه فيخرجونهم من النار، ثم يعطف اللهُ برحمته على من في النار، فما يترك فيها أحدًا في قلبه مقدار حبَّة من إيمان إلا أخرجه منها.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه ابن ماجه مختصرًا وأحمد
من فوائد الحديث
إثبات صفة الكلام لله -تعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته. إثبات الصراط. إثبات الشفاعة للأنبياء ولصالحي المؤمنين. تعذيب عصاة المسلمين في النار. أهل التوحيد لا يخلدون في النار.