جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بِـجَمْع، لكل واحدة منهما إقامة، ولم يُسَبِّحْ بينهما، ولا على إثْرِ واحدة منهما

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «جَمَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بِـجَمْع، لِكُلِّ واحدة منهما إقامة، ولم يُسَبِّحْ بينهما، ولا على إثْرِ واحدةٍ مِنْهُمَا».
معاني المفردات

جمع بين المغرب والعشاء : ضم إحداهما إلى الأخرى، فصلاهما في وقت واحد. جَمْع : هي "مُزْدَلِفة" سميت جمعاً؛ لاجتماع الناس فيها ليلة يوم النحر. لم يُسَبِّحْ بينهما : يراد بالتسبيح -هنا- صلاة النافلة، كما جاء في بعض الأحاديث تسمية صلاة الضحى بـ"سُبْحة الضحى"؛ لاشتمال الصلاة على التسبيح من تسمية الكل باسم البعض. إقامة : إقامة الصلاة، وهي إعلام بالقيام إلى الصلاة، بألفاظ معلومة مأثورة على صفة مخصوصة. إثر : عقب أو بعد.

شرح الحديث

لما غربت الشمس منٍ يوم عَرَفة انصرف النبي صلى الله عليه وسلم منها إلى "مزدلفة"، فصلَّى بها المغرب والعشاء، جمع تأخير، بإقامة لكل صلاة، ولم يُصَلِّ نافلة بينهما؛ تحقيقاً لمعنى الجمع، ولا بعدهما؛ ليأخذ حظه من الراحة، استعداداً لما بعدها من مناسك.

التوثيق
  • الدرجة: صحيح
  • المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث

مشروعية جمع التأخير بين المغرب والعشاء في "مزدلفة" في ليلتها. أن يقام لكل صلاة من المغرب والعشاء، إقامة واحدة. لم يذكر في هذا الحديث، الأذان لهما، وقد صح من حديث جابر -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- "جمع بينهما بأذان وإقامتين" ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. أنه لا يشرع التنفل بين المجموعتين ولا بعدهما، فهو من باب التيسير والتخفيف، والاستعداد للمناسك بنشاط؛ لأن هذه المناسك، ليس لها وقت تشرع فيه إلا هذا، فينبغي التفرغ لها، والاعتناء بها قبل فواتها. يسر الشريعة وسهولتها، رحمةً من الشارع، الذي علم قدرة الناس وطاقتهم وما يلائمها. الحكمة في هذا -والله أعلم- التخفيف والتيسير على الحاج؛ فهم في مشقة من التنقل، والقيام بمناسكهم.