سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الْمِنْبَرِ: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: مَثْنَى مَثْنَى، فإذا خَشِيَ أحدكم الصبح صلَّى واحدة، فأوترت له ما صلَّى
معاني المفردات
مَثْنَى مَثْنَى : اثنتين اثنتين بأن يسلم من كل ركعتين. وهو على مِنْبَر : مِنْبَر مسجده -صلى الله عليه وسلم-. المِنْبَر : مكان مرتفع في المسجد يصعد إليه الخطيب أو الواعظ ليخاطب الجمع. ما ترى : ما تقول. في صلاة الليل : في كيفيتها أو عددها. فإذا خَشِيَ أحدكم الصبح : أي خاف أن يدركه الفجر قبل أن يوتر. توتر له ما صلى : تجعله وِتْراً. اجعلوا آخر صلاتكم بالليل : أي اجعلوا الوِتْر خاتمة لها. الوتر : الفرد.
شرح الحديث
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على الْمِنْبَرِ، عن عدد ركعات صلاة الليل، وكيفيتها، فمن حرصه صلى الله عليه وسلم على نفع الناس، ونشر العلم فيهم، أجابه وهو في ذاك المكان، فقال: صلاة الليل مَثْنَى مَثْنَى، أي يسلم فيها المصلي من كل ركعتين، فإذا خشي طلوع الصبح، صلى ركعة واحدة فأوترت له ما صلى قبلها من الليل. ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يختم العبد صلاة الليل بالوِتْر؛ إشارة منه -عليه الصلاة والسلام- بأن يختم الموفَّق حياته بالتوحيد. وهناك صيغ أخرى لكيفية قيام الليل والوتر.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
السنة التي دل عليها الحديث أن تكون صلاة الليل، ركعتين ركعتين. أن الوتر يكون آخر صلاة الليل لمن وثق من نفسه بالقيام. أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الفجر. الأفضل أن يكون الوتر بعد صلاة شفع, ويجوز الاقتصار في الوتر على ركعة واحدة. استحباب الوتر، وأنه من أفضل التطوعات، لكثرة النصوص في الأمر به وفضله، وكون النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتركه في حضر ولا سفر. أن السنة أن لا تنقص صلاة النافلة عن ركعتين, ويستثنى من ذلك الوتر. جواز سؤال الخطيب على المِنْبر وإجابته. إجابة السائل على مشهد من الناس لتعميم الفائدة.