رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
شرح الحديث
رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أنه هاجر من مكة إلى أرض فيها نخل، فذهب ظني ووهمي أنها اليمامة أو هَجَر وهي مدينة معروفة باليمن، فإذا هي المدينة يثرب، والنهي عن تسميتها بيثرب للتنزيه أو قاله عليه الصلاة والسلام قبل النهي، ورأى في الرؤيا نفسها أنه هز سيفًا فانقطع صدر السيف، ففسره بالهزيمة التي أصابت المؤمنين يوم أُحد؛ وذلك لأن سيف الرجل أنصاره الذين يصول بهم كما يصول بسيفه، ثم هزه مرة أخرى فرجع أحسن مما كان، ففسره أنه ما جاء به الله من فتح مكة واجتماع المؤمنين وإصلاح حالهم، ورأى كذلك في الرؤيا بقر وسمع عند رؤيا البقر من يقول: والله خير، ففسره أن البقر هم المؤمنون الذين قُتلوا يوم أُحد، وإذا الخير ما جاء الله من الخير وثواب الصدق الذي أعطانا الله عز وجل بعد يوم بدر، من فتح خيبر ثم مكة، وصنع الله بالمقتولين خير لهم من مقامهم في الدنيا.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
فضل الرؤيا وشدة اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها. دلالة على أن هذه الرؤيا وقعت له صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة، وأن الله تعالى أطلعه بها على ما يكون من حاله، وحال أصحابه يوم أحد، وأن الله تعالى يثبتهم بعد ذلك، ويجمع كلمتهم. دلالة على أن الرؤيا قد تقع موافقة لظاهرها من غير تأويل، وأن الرؤيا قبل وقوعها لا يقطع الإنسان بتأويلها، وإنما هو ظن وحدس؛ إلا فيما كان منها وحيًا للأنبياء.