هل تفقدون من أحد؟
شرح الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر غزو، فنصره الله تعالى على أعدائه، ورد الله أموالهم إليه غنيمة، فقال لأصحابه: هل تفقدون أحدًا؟ قالوا: نعم، نفقد فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم كرر عليهم السؤال فكرروا الإجابة، ثم كرر السؤال مرة ثالثة، فقالوا: لا نفقد غير هؤلاء الذين ذكرناهم، قال: ولكني أفقد جليبيب فابحثوا عنه، فبحثوا عنه في المقتولين فوجدوه بجانب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم قتلوه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف فوقه، فقال: قتل سبعة من المشركين ثم قتلوه، جليبيب مني وأنا منه، جليبيب مني وأنا منه، فوضعه صلى الله عليه وسلم بين مرفقه وكفه ليس له مكان يُوضع فيه إلا ساعدا النبي عليه الصلاة والسلام، فحفر الصحابة الحاضرون في ذلك المكان حفرة؛ ليدفنوه فيها ووضع في قبره، ولم يذكر الراوي غسل جليبيب لأنه لم يغسل؛ حيث كان شهيد المعركة، وشهداء المعركة لا يغسلون.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
فضل هذا الصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه، فقد بجله النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلى قدره وأشهر ذكره، بقوله: "هذا مني، وأنا منه"، مرتين، فما أعظم هذه الفضيلة، والمنزلة الرفيعة التي حازها هذا الصحابي رضي الله عنه مع كونه غير مشهور فيما بين الناس، ولكنه مشهور عند الله عز وجل، وعند رسوله صلى الله عليه وسلم. فضل الشهادة في سبيل الله عز وجل. ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع، وكريم الأخلاق، حيث كان يجعل مثل هذا الصحابي على ساعديه، حتى يرفع، ويوضع في لحده.