اللهم اهد أم أبي هريرة
معاني المفردات
فأسمعتني في رسول الله: في حقه وشأنه. ما أكره: كلامًا أكرهه. مستبشرًا: مسرورًا منشرحًا. فصرت إلى الباب: وصلت إليه. مجاف: مردود. خشف قدمي: حركة وصوت قدمي. مكانك: الزم موضعك، ولا تدخل. خضخضة: صوت تحريك الماء. درعها: قميصها. عجلت عن خمارها: تركت لبس خمارها من العجلة.
شرح الحديث
أسلم أبو هريرة رضي الله عنه قبل لأمه، وكان يدعو أمه إلى الإسلام فكانت تأبى أن تُسلم، فدعاها يومًا إلى الإسلام، فتكلمت في شأن النبي صلى الله عليه وسلم بشيء مكروه، فذهب أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي لِما سمعه من المكروه في النبي صلى الله عليه وسلم، أو لما يأس من إسلام أمه، فأخبره بما حدث له مع أمه، وسأله أن يدعو لأمه أن يهديها الله، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: اللهم اهد أم أبي هريرة، فالكافر يُدعى له بالهداية، ولا مانع، ففرح أبو هريرة بدعوته عليه الصلاة والسلام، فلما رجع لأمه وجد الباب مردودًا، فسمعت أمه صوت أقدامه ومشيه، فقالت له: الزم مكانك يا أبا هريرة، ولا تدخل، وسمع أبو هريرة صوت تحريك الماء؛ لأن أمه كانت تغتسل، فاغتسلت ولبست قميصها، وعجلت في الخروج إلى الباب دون أن تغطي رأسها بالخمار، ثم فتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فرجع أبو هريرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي من شدة فرحه بإسلام أمه، وبشَّره بأن الله قد استجاب دعاءه وهدى أمه للإسلام، فحمد الله وقال له خيرًأ. فسأل أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله هو وأمَّه محبوبَينِ إلى المؤمنين، ويجعل المؤمنين محبوبِينَ لهم، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بما أراد، قال أبو هريرة: فما من مؤمن يسمع بذكر اسمي، ولا يراني في حياته إلا أحبني، وإنما جزم أبو هريرة رضي الله عنه بهذا، وإن كان مغيَّبًا؛ لقوة اعتقاده باستجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما وقد شاهده في المرة الأولى، حيث دعا صلى الله عليه وسلم لأمه، وكانت شديدة البغض للإسلام، فهداها الله تعالى بسبب دعائه، فلهذا جزم هنا. فمن أبغض أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه أو قدح قيه فليس بمؤمن.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
فضل الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه. فضل أم أبي هريرة أميمة أو ميمونة بنت صبيح رضي الله عنها. فيه علم من أعلام النبوة حيث استجاب الله عز وجل دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم في أبي هريرة وأمه رضي الله عنهما. قوة إيمان أبي هريرة، وشدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم حيث اعتقد أن دعاءه لا يرد، وذلك لأنه رأى أن الله استجاب دعاءه صلى الله عليه وسلم في أمه حيث أسلمت في سويعة بعد دعائه، فأيقن أن دعاءه لهما بمحبة المؤمنين مستجاب.