ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعةً تطوعًا غير فريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة
معاني المفردات
تطوعًا غير الفريضة: المراد السنن الرواتب. فما برحت: فما زلت.
شرح الحديث
في الحديث بيان ثواب السنن الرواتب، فقد أخبرت أم حبيبة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أنه من يصلي كل يوم اثنتي عشرة ركعة نافلةً غير صلاة الفريضة فإن الله يبني له بيتًا في الجنة، فأخبرت أم حبيبة أنها ما زالت تصلي وتحافظ على هذه الركعات بعد ما سمعت فضلها من النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك قالا راويا الحديث عمرو بن أوس والنعمان بن سالم. والرواتب ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. والحكمة في شرعية النوافل الرواتب وغيرها رفع الدرجات، وتكفير السيئات، وترغيم الشيطان، وتكميل الفرائض بها، إن عرض فيها نقص، بترك شيء منها، أو من آدابها، كخشوع، وترك تدبر في القراءة والأذكار، وغير ذلك، ولترتاض نفسه بتقديم النافلة، ويتنشط بها، ويتفرغ قلبه أكمل فراغ للفريضة، ولهذا يستحب أن تفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
بيان فضل السنن الرواتب، حيث إن من داوم عليها يبنى له بيت في الجنة. بيان عدد ركعات السنن الرواتب، وأنها اثنتا عشرة ركعة في كل يوم وليلة. يحسن من العالم، ومن يقتدى به أن يقول مثل هذا، يعني ما تركت هذه السنة، أو هذا العمل منذ كذا وكذا، ولا يقصد به تزكية نفسه، بل يريد حث السامعين على التخلق بخلقه في ذلك، وتحريضهم على المحافظة عليه، وتنشيطهم لفعله. الحكمة في شرعية النوافل الرواتب وغيرها رفع الدرجات، وتكفير السيئات، وترغيم الشيطان، وتكميل الفرائض بها، إن عرض فيها نقص، بترك شيء منها، أو من آدابها، كخشوع، وترك تدبر في القراءة والأذكار، وغير ذلك.