خرجنا مع أبان بن عثمان حتى إذا كنا بِمَلَلٍ اشتكى عمر بن عبيد الله عينيه
معاني المفردات
بمَلَل: موضع بين مكة والمدينة، على سبعةَ عشرَ ميلًا من المدينة. الرَّوحاء: وهو أيضًا موضع بين مكة والمدينة. اضمدهما بالصَّبِر: أي: اجعله عليهما ودَاواهما به، وأصل الضّمْد: الشّدّ، يقال: ضَمَد رَأسَه وجُرْحه إذا شدّه بالضماد، وهي خرقة يُشدّ بها العضو المؤوف، ثم قيل: لوَضْع الدّواء على الجرح وغَيره، وإلم يُشَدّ.
شرح الحديث
أخبر نُبَيه بن وهب أنهم خرجوا إلى الحج ومعهم أبان بن عثمان بن عفان، فلما كانوا بموضعٍ قريبٍ من المدينة اشتكى عمر بن عبيد الله بن معمر الأمير من مرضٍ أو ألمٍ في عينيه، فلما كان بالروحاء وهو موضع بين مكة والمدينة ازداد ألم عينه، فأرسل عمر إلى أبان يسأله، فأرسل إليه أبان بأن يلطخهما بالصَّبِر، وهو عصارة شجرٍ مُرٍّ، ثم ذكر أبان حُجَّتَه على ما قاله، فأخبره أن عثمان رضي الله عنه أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلًا إذا أصابه مرضٌ في عينيه وهو محرم جعل عليهما صبرًا، وداواهما به. ففيه جواز تضميد العين وغيرها بالصَّبِر ونحوه، مما ليس بطيب، ولا فدية في ذلك، وللمحرم أن يكتحل بكحل لا طيب فيه، إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه، فإن احتاج إلى ما فيه طيب، جاز له فعله، وعليه الفدية، كما في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في حلق الرأس للقمل، وهو متفق عليه، وأما الاكتحال للزينة، فمكروه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
جواز مداواة المحرم عينيه بالصبر ونحوه، مما ليس بطيب، ولا فدية في ذلك. يجوز للمحرم أن يكتحل بكحل لا طيب فيه، إذا احتاج إليه، ولا فدية عليه فيه. كراهة الاكتحال للزينة.