إن الحي أحق بالجديد من الميت
معاني المفردات
سحولية: يروى بفتح السين وضمها، فالفتح منسوب إلى السّحُول، وهو القصّار؛ لأنه يسْحَلُها، أي: يغسلها، أو إلى سَحُول وهي قريةٌ باليمن، وأما الضم فهو جمع سَحْل، وهو الثوب الأبيض النقي، وقيل: إن اسم القرية بالضم أيضًا. رَدْعٌ من زعفران: أي: لطخ لم يعُمّه كلّه. إن هذا خلق: قديم. للمهلة: -بضم الميم وكسرها وفتحها- وهي ثلاثتها: القيح والصديد الذي يذوب، فيسيل من الجسد، أو بمعنى الإمهال والانتظار.
شرح الحديث
دخلت عائشة رضي الله عنها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مرض موته، فسألها في كم ثوب كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أنه كُفن في ثلاثة ثياب بيضاء سَحولية، نسبة إلى قرية باليمن، ولم يكن في الكفن قميص ولا عمامة، ثم سألها عن اليوم الذي توفي فيه النبي عليه الصلاة والسلام أي يوم هو؟ فأخبرته أنه توفي يوم الاثنين، واستفهامه لها عما ذُكر محبة في موافقة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الأمر القدري الذي لا اختيار له فيه، وقيل توطئة لعائشة للصبر على فقده، إذ يبعد أن يكون أبو بكر رضي الله عنه نسي ما سألها عنه مع قرب العهد، ثم سألها أي يوم هذا الذي نحن فيه؟ فأجابته أنه يوم الأثنين، فتمنى أن تكون وفاته فيما بين ساعته هذه وبين الليل، ثم نظر إلى ثوب عليه كان يلبسه حين المرض، فيه أثر ولطخ من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين جديدين، فكفنوني في الثياب الثلاثة، موافقة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له عائشة: إن الثوب الذي عليك غير جديد، فقال: إن الحي أحق أن يلبس الثوب الجديد من الميت، وإنما الكفن للقيح والصديد، أو للإمهال مدةً يسيرةً ثم يبلى، فتوفي ليلة الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة، ودفن في ليلته قبل أن يصبح، رضي الله عن الصديق.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه البخاري
من فوائد الحديث
اقتداء أبي بكر الصديق رضي الله بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة موافقته في كل شيء. استحباب التكفين في ثلاثة أثواب للرجل. بيان زهد أبي بكر رضي الله عنه في الدنيا.