ارجع فلن أستعين بمشرك
معاني المفردات
بحرة الوبرة : بفتح الباء وضبطه بعضهم بإسكانها وهو موضع على نحو من أربعة أميال من المدينة. جرأة : الجُرْأَةُ: الإِقدامُ على الشيءِ والهُجومُ عَلَيْهِ. نجدة : شدة.
شرح الحديث
أفاد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج لقتال المشركين يوم بدر لحقه رجل من المشركين فيه شدة وبأس وشجاعة أراد أن يقاتل مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وليصيب معهم من المغنم، فلما وصل سأله النبي -عليه الصلاة والسلام-: هل يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقال: لا. فأخبره أنه لا يستعين بمشرك، وذلك لأنهم لا يأتمنون على أذية المؤمنين، ولربما حصل منهم خيانة ونقل لأخبار المسلمين إلى المشركين، ثم إن المشرك جاءه مرة أخرى وسأله النبي -عليه الصلاة والسلام- عن إسلامه فأخبره أنه أسلم، فحينذاك أمره أن يلحق بالجيش، والحديث يدل على أنه لا يجوز الاستعانة بالمشركين في القتال لكن يجوز في حال الضرورة والحاجة، لوجود أدلة تدل على ذلك.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
لا يجوز الاستعانة بالمشركين في القتال، والحكمة في هذا ظاهرة؛ ذلك أنَّ الكافر لا يقاتل عن إيمان، ولا عن عقيدة، فلا يؤمن مَكْره، ولا يطمئن إلى حسن نيته وطويته. يجوز -عند الحاجة، وترجُّح كفة الأمان منه- الاستعانة به؛ فإنَّه -صلى الله عليه وسلم- استعان بصفوان بن أمية يوم حنين. الحذر من المشركين حتى وإن تظاهروا بالمعاونة والمساعدة للمسلمين.