ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل
معاني المفردات
خفض فيه ورفع : حقره وصغره ثم عظمه وفخمه لعظم فتنته. حتى ظنناه في طائفة النخل : حتى توهمنا أنه على مقربة من نخل المدينة. قطط : شديد جعودة الشعر. عينه طافية : ذهب نورها أو عينه بارزة وفيها بصيص من نور. عبد العزى بن قطن : رجل من بني المصطلق من خزاعة هلك في الجاهلية. استدبرته الريح : جاءت بعده فجففته، والمراد بيان سرعة إفساده في الأرض. ويستجيبون له : يجيبونه ويتبعونه. فتروح : ترجع عليهم. سارحتهم : بهائمهم. وأسبغه ضروعاً : أطوله لكثرة اللبن. أمُدّ خواصر : لكثر امتلائها من الشبع. ممحلين : ينقطع عنهم المطر وتيبس الأرض والكلاْ. الخربة : الموضع الخراب. اليعاسيب : ذكور النحل. ممتلىء شباباً : في عنفوان شبابه. جزلتين : قطعتين. الغرض : الهدف الذي يرمى إليه بالنشاب. قطر : نقط الماء منه. جمان اللؤلؤ : حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد ينحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه. لدّ : بلدة قريبة من بيت المقدس في فلسطين. حدب : غليظ الأرض ومرتفعها. ينسلون : يسرعون، والمراد يظهرون من كل مكان. طبرية : بلدة مطلة على البحيرة، في طرف الجبل، وهي اليوم تحت سيطرة يهود لعنهم الله وطهر البلاد منهم. زهمهم : ريحهم المنتنة. كموت نفس واحدة : يموتون دفعة واحدة. المدر : هو الطين الصلب. الوبر : هو الخباء. يتهارجون تهارج الحمر : يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما تفعل الحمير ولا يكترثون لذلك. النغف : دود يكون في أنوف الإبل والغنم. عاث : العيث: أشد الفساد. الذرى : جمع ذروة، وهو أعالي الأسنمة. الزلقة : المرآة. الرسل : اللبن.
شرح الحديث
من علامات الساعة الكبرى خروج الدجال، وهو ما ذكر في الحديث فهي من أمور الغيب التي يجب الإيمان والتصديق بها كما أخبر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت أوصافه كاملة حتى لا تخفى على المسلم من أمره، وقد أعطاه الله من القدرات العجيبة والخوارق امتحاناً واختباراً للناس، ويمر على الأرض جميعاً إلا مكة والمدينة، ويكون نهاية أمره على نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم يظهر يأجوج ومأجوج ويملؤن الأرض فساداً، وهم من علامات الساعة أيضاً، ويتضرع نبي الله عيسى والمؤمنون إلى الله تعالى حتى يخلصهم الله منهم، وتقوم الساعة بعد هذه الأحداث والوقائع الكبرى وقد قبض الله تعالى أرواح عباده المؤمنين، وتقوم القيامة على شرار الخلق.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
إثبات ظهور الدجال، وبيان عظم فتنته، وأنها أشد فتنة تمر بالمسلمين. من صفات الدجال أنه: شديد جعودة الشعر، عينه كالعنبة الطافية فهي بارزة ذهب نورها لأنه أعور. يخرج الدجال بين العراق والشام. يمكث الدجال أربعين يوماً؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه مثل أيام الناس. فساده يملأ الأرض بسرعة مذهلة حيث لا يأمن مؤمن من شره، ولا يخلو من فتنته موطن خلا مكة والمدينة فإنه لا يطأها. يُعطى من الآيات العجيبة فتنة للعباد مثل سرعته في الأرض، وإنزال المطر، وكنوز الأرض تتبعه كما يتبع النحل أميره. جواز تعظيم شأن الكذاب والدجال لبيان شدة فتنته وتحذير الأمة منه. وجوب تحذير الأمة الإسلامية من الدجاجلة، ولذلك فاضت السنة تحذيراً وإخباراً ووصفاً ولم تترك مجالاً لذلك. شفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته وخوفه عليهم من الدجاجلة الذين يأتون من بعده. سعة رحمة الله -تعالى- بالمؤمنين، حيث زودهم بسلاح يبطل حجج الدجال، ومن ذلك : أ/ بيان صفاته مما يدل على كذبه ودجله .ب/ قدرة المؤمن على قراءة ما كتب على جبينه مما يدل على كفره .ج/ حفظ فواتح سورة الكهف عاصم من شره، فمن أدركه فليقرأها عليه. الحض على الثبات في الفتن وعدم الزيغ. بيان فضل سورة الكهف وأن فواتحها حرز ووقاية من فتنة الدجال. حب الصحابة رضي الله عنهم للعلم. جواز التشبيه للتقريب. إثبات نزول المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، والأخبار في ذلك متواترة. بيان أن عيسى صلى الله عليه وسلم هو الذي يقتل الدجال. بيان عظم يأجوج ومأجوج وأن فتنتهم تملأ الأرض وأنهم من علامات الساعة الكبرى. المال عند الشدة والجوع لا يساوي شيئاً لقوله عليه الصلاة والسلام: حتى يكون رأس الثور لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم. رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوى حجة وبيان من الدجال، فلو أنه ظهر في زمنه لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الغالب له لا محالة.