كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه
معاني المفردات
يخرج له : يأتيه بما يكسبه من الخراج، والخراج: هو شيء يجعله السيد على عبده يؤديه كل يوم، وباقي كسبه يكون للعبد. تكهنت : أخبرت بالغيب؛ ادعاء معرفته. فقاء : أي استفرغ كل ما أكل منه.
شرح الحديث
هذا الغلام لأبي بكر قد خارجه على شيء معين يأتي به إليه كل يوم، وفي يوم من الأيام قدم هذا الغلام طعاماً لأبي بكر فأكله فقال: أتدري ما هذا ؟ قال: وما هو ؟ قال: هذا عوض عن أجرة كهانة تكهنت بها في الجاهلية وأنا لا أحسن الكهانة، لكني خدعت الرجل فلقيني فأعطاني إياها، وعوض الكهانة حرام، سواء كان الكاهن يحسن صنعة الكهانة أو لا يحسن لأن النبي -عليه الصلاة والسلام-: نهى عن حلوان الكاهن، أخرجه البخاري ومسلم. فلما قال لأبي بكر هذه المقالة أدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كل ما أكل وأخرجه من بطنه لئلا يتغذى بطنه بحرام وهذا مال حرام لأنه عوض عن حرام، فالأجرة على فعل الحرام حرام.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه البخاري
من فوائد الحديث
ورع أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- وحرصه عدم دخول جوفه شيئاً محرماً، ولو لم يستفرغه لكان معذوراً لأن الإثم على الغلام ولأنه لم يكن يعلم. جواز الأكل من خراج الغلام. أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- أول من قاء من الشبهات تحرجاً.