لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج: أربعة أشهر وعشرًا
معاني المفردات
حميم : قريب، وجاء في بعض روايات الصحيحين أن المتوفى أبوها، أبو سفيان: صخر بن حرب -رضي الله عنه-. بصفرة : بضم الصاد وسكون الفاء، طيب فيه زعفران أو ورْس. تؤمن بالله واليوم الآخر : قيد بهذا الوصف لأن المتصف به هو الذي ينقاد للشرع. أن تحد : أن تترك الطيب والزينة، و"تحد" بضم أوله وكسر الحاء من "أَحَدَّ"، ويجوز فتح أوله وضم ثانيه من"حد". إلا على زوج : سواء كانت وفاته قبل الدخول أو بعده، فإنها تحد عليه.
شرح الحديث
توفي والد أم حبيبة وكانت قد سمعت النهْيَ عن الإحداد فوق ثلاث إلا على زوج، فأرادت تحقيق الامتثال، فدعت بطيب مخلوط بصفرة، فمسحت ذراعيها، وبيَّنت سبب تطيبها، وهو أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً".
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
تحريم الإحداد على ميت أكثر من ثلاثة أيام، إلا المرأة على زوجها. إباحة الثلاث على غير الزوج، تخفيفا للمصيبة، وترويحاً للنفس بإبدائها شيئاً من التأثر على الحبيب المفارق. وجوب إحداد المرأة على زوجها المتوفى، أربعة أشهر وعشراً وعموم الحديث يفيد وجوبه على كل زوجة، مسلمة كانت أو ذمية، كبيرة أو صغيرة. قوله: "تؤمن بالله واليوم الآخر" سيق للزجر والتهديد. الحكمة في تحديد المدة بأربعة أشهر وعشر أنها المدة التي يتكامل فيها تخليق الجنين، وتنفخ فيه الروح إن كانت حاملا، وإلا فقد برئ رحمها براءة واضحة، لا ريبة فيها. الإحداد: هو اجتنابها كل ما يدعو إلى جماعها ويرغب في النظر إليها، من الزينة والطيب. لا إحداد على غير الزوجة كالأمة المستولدة؛ لتعلق الحكم بالزوجة. لا حداد على امرأة المفقود لقوله: "على ميت".