العائد في هبته، كالعائد في قيئه
معاني المفردات
العائد في هبته : هنا مشبه ومشبه به، المشبه: العائد الذي يرجع في هديته، والمشبه به: الكلب، والجامع بينهما: أشار إليه بقوله: " يقيء ثم يعود في قيئه" أي كالكلب في رجوعه في قيئه ، يعني: أن الكلب يقيء ما في بطنه من الطعام ثم يرجع فيأكل هذا القيء، وذلك لأن الكلب إذا جاع أكل ما يليه، فأي شيء يصادفه يأكله. يقيء : مصدر قاء: أي أخرج ما بداخل بطنه من فمه. ثم يعود في قيئه : أي ما تقيأه، أي يعود يأكل في قيئه.
شرح الحديث
ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلًا للتنفير من العود في الهدية بأبشع صورة وهى أن العائد فيها، كالكلب الذي يقىء ثم يعود إلى قيئه فيأكله مما يدل على بشاعة هذه الحال وخستها، ودناءة مرتكبها.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
الحديث دليل على تحريم العود في الهبة، لأن هذا من لؤم الطبع والدناءة، يقول ابن دقيق العيد:وقد ورد التشديد في التشبيه من وجهين: أحدهما: تشبيه الراجع بالكلب. الثاني: تشبيه الرجوع فيه بالقيء. التنفير من ذلك بهذا المثل الذي هو الغاية في البشاعة والدناءة. استثنى جمهور العلماء من تحريم العودة في الهبة ما يهبه الوالد لولده، فإن له الرجوع في ذلك، عملا بما في السنة من استثناء الوالد مع ولده أنه لا فرق بين كون الراجع غنيا أو فقيرا، فلو افتقر الواهب ثم أراد أن يرجع على الموهوب له لم يجز. لا فرق بين أن يرجع على الموهوب له بصيغة صريحة أو بحيلة، مثال الصيغة الصريحة: أن يذهب إليه ويقول: أعطني ما وهبتك. والحيلة: أن يشتريه منه بأقل من ثمنه.