حديث سُبيعة الأسلمية في العِدَّة
معاني المفردات
سُبَيعة : بضم السين، وفتح الباء الموحدة، وهي صحابية جليلة. سعد بن خولة : صحابي بدري من بني عامر بن لؤي، كما في المتن. فلم تنشب : بفتح الشين، أي لم تمكث طويلا. تَعَلَّت مِن نِفَاسها : بفتح العين وتشديد اللام، معناه، ارتفع نفاسها وطهرت من دمها. تجملت : تزينت. أبو السنابل بن بعكك : صحابي مشهور بكنيته قيل اسمه: عمرو، وقيل: حبة بالباء، وقيل: حنة بالنون. وأمرني : أذن لي.
شرح الحديث
توفي سعد بن خولة عن زوجته سبيعة الأسلمية وهي حامل، فلم تمكث طويلا حتى وضعت حملها. فلما طَهُرَت من نِفَاسها تجملَّت، وكانت عالمة أنها بوضع حملها قد خرجت من عدتها وحلَّت للأزواج. فدخل عليها أبو السنابل، وهي متجملة، فعرف أنها متهيئة للخُطَّاب، فأنكر عليها بناء على اعتقاده أنه لم تنته عدتها، وأقسم أنه لا يحل لها النكاح حتى يمر عليها أربعة أشهر وعشر، أخذا من قوله تعالى : (والذِين يُتَوَفوْن منكم ويذرون أزْواجاً يتَرَبصْنَ بِأنفُسِهن أربعة أشهُر وعشراً) وكانت غير متيقنة من صحة ما عندها من العلم، والداخل أكَّدَ الحكم بالقسم. فأتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فسألته عن ذلك، فأفتاها بحلها للأزواج حين وضعت الحمل، فإن أحبت الزواج، فلها ذلك، عملا بقوله تعالى : (وَأولاتُ الأحمال أجلُهُن أن يضَعْنَ حَمْلَهُن). فالمتوفى عنها زوجها وهي حامل تنتهي عدتها بالولادة، فإلم تكن حاملًا فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
وجوب العدة على المتوفى. عنها زوجها. أن عدة الحامل، تنتهي بوضع حملها. يدخل في الحمل ما وضع (ولد) وفيه خلق إنسان. أن عدة المتوفى عنها -غير حامل- أربعة أشهر وعشر للحرة وشهران وخمسة أيام للأمة. يباح لها التزويج، ولو لم تطهر من نفاسها، لما روت (فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي.. الخ) رواه ابن شهاب الزهري. جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها. أنه ينبغي لمن ارتاب في فتوى المفتي أن يبحث عن النص في تلك المسألة. الرجوع في الوقائع إلى الأعلم. وهكذا في الطلاق، إذا طلقها وهي حامل، ثم وضعت، خرجت من العدة، ولو بعد الطلاق بيوم أو يومين، ولها أن تتزوج بعد ذلك: كالمتوفى عنها؛ لأن وضع الحمل خروج من العدة.