دخلنا على خباب بن الأرت رضي الله عنه نعوده وقد اكتوى سبع كيات
معاني المفردات
سلفوا : تقدموا وسبقوا. مضوا : ماتوا. ولم تنقصهم الدنيا : لم يتمتعوا بشيء من ملذات الدنيا، فيكون ذلك منقصاً لهم مما أُعدَ لهم في الآخرة. لا نجد له موضعاً إلا التراب : أي جمعنا مالاً زائداً عن الحاجة لا نجد له مكاناً نحفظه فيه إلا التراب ندفنه مخافة السرقة، أو أنه أراد البناء الزائد عن الحاجة. اكتوى : استعمل الكَيّ في بدنه. والكي: معروف إحراق مواضع من البدن بحديدة ونحوها للعلاج.
شرح الحديث
في الحديث أن خباب بن الأرت رضي الله عنه كُوِي سبع كيات ثم جاءه أصحابه يعودونه فأخبرهم أن الصحابة الذين سبقوا ماتوا ولم يتمتعوا بشيء من ملذات الدنيا، فيكون ذلك منقصاً لهم مما أُعدَ لهم في الآخرة. وإنه أصاب مالاً كثيرا ًلا يجد له مكانًا يحفظه فيه إلا أن يبني به، وقال: ولولا أن رسول الله نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، إلا عند الفتن في الدين فيدعو بما ورد. ثم قال: إن الإنسان يؤجر على كل شيء أنفقه إلا في شيء يجعله في التراب يعني: في البناء؛ لأن البناء إذا اقتصر الإنسان على ما يكفيه، فإنه لا يحتاج إلى كبير نفقة، ، فهذا المال الذي يجعل في البناء الزائد عن الحاجة لا يؤجر الإنسان عليه، اللهم إلا بناء يجعله للفقراء يسكنونه أو يجعل غلته في سبيل الله أو ما أشبه ذلك، فهذا يؤجر عليه، لكن بناء يسكنه، هذا ليس فيه أجر. والنهي الذي جاء عن الكي هو لمن يعتقد أن الشفاء من الكي، أما من اعتقد أن الله عز وجل هو الشافي فلا بأس به، أو ذلك للقادر على مداواة أخرى وقد استعجل ولم يجعله آخر الدواء.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه، واللفظ للبخاري. وروى مسلم أوله مختصراً
من فوائد الحديث
فضل خباب بن الأرت، ومزيد عرفانه بمولاه، وشدة اتهامه لنفسه، ومحاسبته لها حتى في المباحات. النهي عن تمني الموت. كراهية الزيادة في البناء من غير حاجة. الحث على عيادة المريض. جواز الاكتواء عند الحاجة، هذا ما دل عليه الحديث، ولكن ذلك مع الكراهة وألا يبدأ به بدلالة النصوص الأخرى.