إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة
معاني المفردات
لن تجد طعم الإيمان : أي: لن تجد حلاوة الإيمان، والإيمان له حلاوة وطعم من ذاقه تَسَلَّى به عن الدنيا وما عليها. ما أصابك لم يكن ليخطئك ... إلخ : أي: أن ما قُدِّر عليك من الخير والشر فلن يتجاوزك، وما لم يُقَدَّر عليك فلن يصيبك. إن أول ما خلق الله القلم : أي: هو أول شيء خلقه الله قبل خلق السماوات والأرض، وليس هو أول المخلوقات مطلقا. من مات على غير هذا فليس مني : أي: من مات غير مؤمن بالقدر خيره وشره من الله فليس من جماعة المسلمين؛ لأن الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان، والكفر به كفر بها مجتمعة. الساعة : هي القيامة. من لم يؤمن بالقدر : أي: بما قدَّره الله وقضاه في خلقه. أحرقه الله بالنار : لكفره وبدعته؛ لأنه جحد قدرة الله التامة ومشيئته النافذة وخلقه لكل شيء وكذب بكتبه ورسله.
شرح الحديث
أن عُبَادة بن الصَّامِت رضي الله عنه يُوصي ابنه الوليد بالإيمان بالقدر خيره وشره، ويبيِّن له ما يَتَرَتَّبُ على الإيمان به من الثمرات الطيبة والنتائج الحسنة في الدنيا والآخرة، وما يترتب على إنكار القدر من الشرور والمحاذير في الدنيا والآخرة، ويستدل على ما يقول بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تُثْبِتُ أن الله قدَّر المقادير وأمَر القلم بكتابتها قبل وجود هذه المخلوقات، فلا يقع في الكون شيء إلى قيام الساعة إلا بقضاء وقَدَر.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود والترمذي وأحمد وابن وهب في «القَدَر»
من فوائد الحديث
وجوب الإيمان بالقدر. الوعيد الشديد المترتب على إنكار القدر. إثبات القلم وكتابة المقادير الماضية والمستقبلة به إلى قيام الساعة. مشروعية نصح الآباء للأبناء وتعليمهم. إثبات صفة القول لله -تعالى- على الوجه اللائق به -سبحانه-. كفر من أنكر القدر خيره وشره. الأعمال بخواتيمها.