لو أنفقت مثل أُحُد ذَهَبًا ما قَبِلَه الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مُتَّ على غير هذا لكنت من أهل النار
معاني المفردات
في نفسي شيء من القدر : أي: شَكٌّ واضطرابٌ قد يُؤَدِّي إلى جَحْدٍ. لو أنفقت مثل أُحُد ذَهَبًا : هذا من باب التمثيل لا التحديد. ولو مت على غير هذا : أي: على غير الإيمان بالقدر. لكنت من أهل النار : أي: لأنك جَحَدْتَ رُكْنًا من أركان الإيمان، ومن جَحَد واحدًا منها فقد جَحَد جميعها.
شرح الحديث
يُخْبِرُ عبد الله بن فَيْرُوز الدَّيْلَمِي رحمه الله : أنه حدَث في نفسه إشكالٌ في أمر القدر، فخَشِيَ أن يُفْضِيَ به ذلك إلى جُحُوده، فذهب يسأل أهل العلم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لحَلِّ هذا الإشكال، وهكذا ينبغي للمؤمن أن يسأل العلماء عما أُشْكِلَ عليه، عملًا بقول الله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فأفتاه هؤلاء العلماء كلهم بأنه لا بُدَّ من الإيمان بالقضاء والقدر، وأن إنفاق القدر العظيم لا يقبل من الذي لا يؤمن بالقدر، وأن مَن مات وهو لا يؤمن به كان من أهل النار.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد
من فوائد الحديث
الوعيد الشديد على من لم يؤمن بالقدر. سؤال العلماء عما أشكل من أمور الاعتقاد وغيره. أن من وظيفة العلماء كشف الشبهات ونشر العلم بين الناس. سَعَة فقه الصحابة وعلمهم -رضي الله عنهم-. كفر منكري القدر. الأعمال بخواتيمها.