الحَلِفُ مَنْفَقَةٌ للسِّلْعة، مَمْحَقَةٌ للكَسْب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحَلِفُ مَنْفَقَة للسلعة، مَمْحَقَة للكسب».
معاني المفردات

الحلف : اليمين والقسم وهو تأكيد الشيء بذكر معظم بصيغة مخصوصة. منفقة : النّفاق: هو الرَّوَاج والمعنى: أن الحَلِفَ سبب لرَوَاج السّلعة وربحها في الحاضر. ممحقة للكسب : الـمَحْق: هو النّقص والـمَحْو والإتلاف، والإتلاف يشمل الإتلاف الحسي بأن يسلط الله على ماله شيئا يتلفه من حريق أو نهب أو مرض يلحق صاحب المال فيتلفه في العلاج، والإتلاف المعنوي بأن ينزع الله البركة من ماله فلا ينتفع به لا دينا ولا دنيا. السلعة : المتاع.

شرح الحديث

يُحَذِّر صلى الله عليه وسلم من التّهاون بالحَلِف، وكثرة استعماله؛ لترويج السِلع، وجلب الكسب؛ فإن البائع إذا حلف على سلعة وهو كاذب؛ فقد يظنه المشتري صادقا فيما حلف عليه، فيأخذها بزيادة على قيمتها تَأَثُّرًا بيمين البائع، فيُعَاقَب بمحق البركة، وربما ذهب رأس المال والربح معا؛ فإن ما عند الله لا يُنَالُ بمعصيته، والإكثار من الحلف تنقص لتعظيم الله، وذلك ينافي التوحيد.

التوثيق
  • الدرجة: صحيح
  • المصدر: متفق عليه، وهذا لفظ أبي داود
من فوائد الحديث

التحذير من استعمال الحَلِف لأجل ترويج السِّلَع؛ لأن ذلك امتهان لاسم الله -تعالى-، وهو يُنْقِص التوحيد. بيان ما يترَتّب على الأَيْمان الكاذبة من الـمضارّ. إن الكسب الحرام وإن كَثُرَت كِمِّيّته؛ فإنه منزوع البركة لا خير فيه. تحريم الإكثار من الحَلِف. تحريم ترويج السِّلَع بالحرام.