قصة وفاة الزبير بن العوام رضي الله عنه ووفاء دينه
معاني المفردات
اقض : وفِّي. وازى : ساوى. استعن : الاستعانة هي طلب العون. كربة : حزن يأخذ بالنفس. يدع : يترك. الغابة : أرض عظيمة من عوالي المدينة النبوية. سلف : أي: قرض. أخشى عليه الضيعة : أي: يخاف عليه الضياع. ولي إمارة قط : أي: ولاية. وقط: معناه مطلقًا. جِباية : استخراج الأموال من مظانها. خراجاً : أي: خراج الأرض من الثمار. غزو : الخروج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- للقتال. فكتمته : أخفيت عنه الحقيقة. تطيقون : تستطيعون. يوافنا : فليأتنا. قومت الغابة : أي: ثمنها الذي تستحقه. كل سهم : أي: قسم الأرض لأقسام وكل قسم منها يسمى سهم. فرغ : انتهى. الموسم : مأخوذ من الوسم وهو العلامة, والمراد موسم الحج. دفع الثلث : أعطى الثلث. للزبير أربع نسوة : أي: زوجاته التي مات عنهن. أصاب كل امرأة : أي: كان من نصيب كل امرأة وحظها . أرأيتك : لو أخبرتك. أفترى : أي: تظن. عجزت : لم تستطع. مولاي : كلمة المولى تطلق على معان مختلفة منها الرب والمالك والسيد والمنعم، والمراد الرب.
شرح الحديث
قال الزبير بن العوام لابنه عبدالله لما كان يوم الجمل وهو قتال جرى بسبب تسليم قتلة عثمان: ما أراني إلا سأقتل شهيدًا مظلومًا، وإنَّ ما يهمني ديوني التي ركبتني، فاقْضِها عني. وكانت ديونُه مستغرقةً لجميع ماله، ومع ذلك أَوْصى لبني ابنه. لأنه كان يَعْلم أنهم ليس لهم في الإِرث نصيبٍ، لكون ابنه حيًا، فجعل لهم ثُلْثَ ثُلُثِ الوصية، وتسع الكل، وكان الناسُ يستودِعون أموالَهم عنده، فيأبى أن يأخذها وديعةً مخافةَ الضياع، ويقول: ليست تلك وديعةً، ولكنها سَلَفٌ وقَرْضُ عليّ، وكان رَجُلا زاهِدًا أمينًا، لم يلِ الإِمارةَ، ولا شيئًا مطلقاً، فلما تُوفي، وقضى عنه ابنُه دَيْنه، وفَضَل مِن ماله فاضل، طلب منه الورثة أن يَقْسِمه بينهم، فأبى أن يفعله، إلا بعد أن يُنادي في موسم الحج، فإِنْ ظهر أنه لم يبق أحدٌ مِمَّن يكون له دينٌ عليه يَقسِمه بينهم، ففعل، ولما لم يَبْقَ من دَيْنه شيءٌ إلا وقد قضاه، أعطى الثَّمن لأزواجه، وذلك نصيبُهنَّ من التركة، وله يومئذٍ أربعُ نسوةٍ.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه البخاري
من فوائد الحديث
مشروعية الوصية عند الحرب لأنه قد يفضي إلى الموت. كمال الوثوق بالله عز وجل والاستعانة به في كل حال. جواز الاستقراض. وجوب وفاء الدين من ورثة الميت قبل تنفيذ الوصية وقبل قسمة التركة. جواز ملك الدور والأرض مهما كثرت إذا كان ذلك من وجه شرعي. المحافظة على الأمانات. البركة إذا وضعت في شيء جعلت القليل كثيراً وإذا نزعت من شيء كان وبالاً خطيراً.