والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة
معاني المفردات
نافق حنظلة : أي: خاف على نفسه من النفاق وهو إبطان الكفر وإظهار الإسلام. رأي عين : أي: كأنا نرى ما يصف بأعيننا. عافسنا : أي: لهونا مع النساء والأولاد ونسينا ما كنا عليه عند النبي صلى الله عليه وسلم, والعفس في اللغة الوطء. الضيعات : جمع ضيعة وهو معاش الرجل من حرفة أو مال أو صناعة. صافحتكم : أي: سلمت عليكم الملائكة بالأيدي. ساعة وساعة : أي: ساعة لأداء العبودية وساعة للقيام بما يحتاجه الإنسان، وليس معنى الحديث أن يفعل في الساعة الثانية ما يريد ولو كان معصية.
شرح الحديث
أخبر حنظلة أبا بكر الصديق بأنه يكون على حالة غير الحالة التي يكون فيها عند النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أنهم كانوا في حالة يذكرون الله فيها وإذا خالطوا الأبناء والنساء والدنيا تغيرت أحوالهم فظن أن هذا نفاق إذ حقيقة النفاق إظهار حال غير الحال التى عليها الباطن فلما أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال لهم لو تستمرون على الحال التي تكونون عليها عندي لسلمت عليهم الملائكة بالأيدي وعلى كل أحوالكم، ولكن لا بد من الاعتدال فساعة لربه وساعة لأهله ودنياه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
ينبغي للعبد مراقبة نفسه ومجاهدتها وتفقد أحوالها. ترغيب العالم في ترقيق قلوب أصحابه وتذكيرهم. الدنيا تشغل العبد عن أمر الآخرة. قلوب العباد تتغير من حال إلى حال. الإسلام دين فطرة وتوسط واعتدال. الدوام على الذكر والمراقبة وعدم الانقطاع من خواص الملائكة. على العاقل أن يكون له ساعات: ساعة يناجي ربه فيها وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يخلو فيها لحاجته من مطعم ومشرب.