مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه
معاني المفردات
مه : كلمة تقال للزجر والنهي. تطيقون : أي غاية ما تستطيعون, وهي اسم لمقدار ما يمكن أن يفعل بمشقة. تملوا : فتور يعرض للإنسان من كثرة مزاولة شيء فيوجب الكلال والإعراض عنه لكنه بالنسبة لله ليس فيه نقص، بل يليق بجلاله وعظمته. داوم : أي واظب واستمر عليه.
شرح الحديث
زارت امرأة عائشة رضي الله عنها فذكرت لها كثرة عبادتها وصلاتها، فذكرت عائشة ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاها عن المبالغة في العبادة وتكليف النفس ما لا تطيق، وأخبرها أن الله لا يعاملكم معاملة الملل حتى تملوا فتتركوا، فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
جواز السؤال عمن دخل البيت من النساء أو الرجال. جواز ذكر الوصف أمام العالم ليصحح الخطأ ويثني على الصواب استحباب الزجر عند رؤية المنكر. لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. الإكثار من العبادة فوق ما يطيق الجسد يؤدي إلى الملل والفتور فتترك النفس الاعتدال والتوسط في أداء العبادة مدعاة لاستمرارها ولثبات الطاعة عليها. أحب الأعمال وأكثرها ثواباً أدومها وإن قلت. يجب علينا أن نعتقد أن الله -تعالى- منزه عن كل صفة نقص من ملل وغيره، وما في هذا الحديث من إثبات الملل لله يقال: ملل الله ليس كملل المخلوق ففي حق المخلوق تكون على وجه النقص، أما في حق الخالق على وجه الكمال، أو المراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن الله يجازيك عليه فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، ويكون المراد بالملل لازم الملل.