كنا نتحدث عن حَجَّةِ الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، ولا ندري ما حَجَّةُ الوداع
معاني المفردات
حجة الوداع : الحجة التي حجها النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة 10 هـ، وودعهم فيها. بين أظهرنا : جالس بيننا. المسيح : ممسوح العين. الدجال : المبالغ في الكذب. أطنب : بالغ. أنذره أمته : حذرها منه وبين لها بعض صفاته. عنبة طافية : بارزة ولبروزها شبهها بالعنبة البارزة عن غيرها. ويلكم - ويحكم : كلمتان استعملتهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. يضرب بعضكم رقاب بعض : يقتل بعضكم بعضًا. يومكم هذا : يوم النحر. شهركم هذا : شهر ذي الحجة.
شرح الحديث
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي: ما حجة الوداع؟ ولا ندري ما حجة الوداع. وحجة الوداع هي الحجة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، وودعّ الناس فيها، وذكر المسيح الدجال، وعظّم من شأنه، وبالغ في التحذير منه، ثم أخبر -عليه الصلاة والسلام- أن كل الأنبياء ينذرون قومهم من الدجال، يخوفونهم ويعظمون شأنه عندهم. وإنه لا يخفى عليكم لأن ربكم ليس بأعور، أما هو فإنه أعور عينه اليمنى كأنها عنبة بارزة. ثم قال صلى الله عليه وسلم : إن الله حرم عليكم سفك دمائكم وأخذ أموالكم بغير حق، كحرمة يوم النحر وحرمة مكة وحرمة ذي الحجة. ثم قال صلى الله عليه وسلم : هل بلغتكم ما أُمرت بتبليغه إليكم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم فاشهد على شهادتهم بالتبليغ إليهم. قالها ثلاث مرات. ثم أمرهم أن لا يكونوا بعده كالكفار يقتل بعضهم بعضًا.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
من منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله -تعالى- معرفة سبيل المجرمين للتحذير منهم. الحذر من الفتن بمعرفة صفات أهلها. شفقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أمته بتحذيره لها من الوقوع في الظلم والفتن. إثبات صفة العين لله -تعالى-، وهي تليق به -سبحانه-، وأنها عينان إذ الأعور له عين واحدة فقط. النهي عن الاقتتال وأن ذلك من أعمال الكفار. دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام عليهم.