لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله السارق، يسرق البَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يده، ويسرِقُ الحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ».
معاني المفردات

لعن الله السارق : أي طرده الله -تعالى- وأبعده منْ رحمته، يحتمل أن يكون خبرًا؛ ليرتدع منْ سمعه عن السرقة، ويحتمل أن يكون دعاء. الْبَيْضَةَ : بفتح الموحّدة، وسكون التحتانيّة: أي بيضة الدجاجة، وقد قيل إن المراد بيضة الحديد وما شابه ذلك مما له قيمة، لكن المناسب لسياق الحديث ما ذكر أولاً، لأنه سرق شيئًا حقيرًا فتوصل به إلى الشيء الكبير فقطعت يده. ويسرق الحبل فتقطع يده : وهذا مثل تقليل لمسروقه بالنظر إلى يده المقطوعة، فكأنه كالبيضة، والحبل، مما لا قيمة له، وقيل: المراد أنه يسرق البيضة، والحبل أوّلاً، ثم يجترىء إلى أن تُقطع يده.

شرح الحديث

أفاد الحديث أن اللعن -أي الطرد والإبعاد عن رحمة الله- لمن يسرق؛ لأنه يسرق الشيء الحقير مثل البيضة والحبل، إلا أن سارق هذه الأشياء اليسيرة لما تعوَّد على أخذها جره ذلك إلى سرقة ما هو أعظم منها، فكان ذلك سببًا في قطع يده، واستحقاق الدعاء عليه باللعن أو الإخبار بوقوع اللعن عليه.

التوثيق
  • الدرجة: صحيح
  • المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث

جواز الدعاء باللعن على من سرق، وعلى أصحاب الكبائر عمومًا، ولكن الدعاء بلعن المعين لا يجوز, ولو تعلق به هذا الوصف. وجوب قطع يد السارق، وأن ذلك لا ينافي الرحمة به. أن المصلحة العامة تقدم على المصلحة الخاصة.