البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه
معاني المفردات
البركة : ما أودعه الله -سبحانه- في الطعام من زيادة, وتكثيره, والانتفاع به, وأصلها في اللغة: النماء والزيادة. حافتيه : من ناحيته وطرفه، والمراد من التثنية هنا ما فوق الواحد فيعم سائر الجوانب.
شرح الحديث
هذا الحديث يبين أدبًا من آداب الطعام حال الاجتماع على قصعة أو صحن ونحو ذلك، حيث أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالأكل من جوانب الإناء، وأن لا يؤكل من وسطه؛ لأنَّ بركة الله وخيره على هذا الطعام تنزل في وسطه، ومن بركة الطعام: أن يكون الطعام قليلًا فيكفي الكثير، ومنها: استمراء الطعام، ومنها: أنَّه إذا بقي بقية من الطعام، فإنَّها تبقى نظيفة لم تمسها يد، فيستفيد منها من يأتي بعد الآكلين، أما البدء من الوسط: فإنَّه يُفسد الطعام ويقذره على من بعده، فيُلقى، ولو كان كثيرًا.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد
من فوائد الحديث
مشروعية الأكل من جوانب الطعام قبل وسطه, وكراهة البداءة من وسطه أو أعلاه. أن للأكل والشرب -وإن كانا من مقتضيات الجبلة والفطرة الإنسانية- آدابا وسننا جاءت بها الشريعة الإسلامية, فلا بد للإنسان أن يراعيها عند أكله وشربه. أنه ينبغي استجلاب البركة واستبقاؤها, وأنه لا ينبغي فعل ما يزيلها.