أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية
معاني المفردات
خيبر : اسم لمكان فيه مزارع وبيوت وقلاع لليهود يبعد عن المدينة نحو مائة ميل من جهة الشمال الغربي. يبنى عليه بصفية : يُبنى على صيغة المجهول من البناء، وهو الدخول بالزوجة، والأصل فيه أن الرجل إذا تزوج امرأة بني عليها قبة ليدخل بها فيها، فيقال: بنى الرجل على أهله. بالأنطاع : واحدها نِطْع، بفتح النون وكسرها، ومع كلا اللغتين: فتح الطاء وسكونها، وهو البساط من الجلود المدبوغة، يجمع بعضها إلى بعض. الأَقِط : بفتح الهمزة، اللبن المطبوخ حتى يتبخَّر ماؤه، ويغلظ، ثم يعمل منه أقراص صغيرة، فتؤكل لينة ويابسة.
شرح الحديث
خرج النبي صلى الله عليه وسلم في سفر بين خيبر والمدينة، وبقي ثلاثة أيام بلياليها مع أم المؤمنين صفية رضي الله عنها حين تزوجها، فأقام -عليه الصلاة والسلام- وليمة لها فأمر أنسًا رضي الله عنه أن يدعو الناس إليها ليأكلوا، ولم يكن فيها لحم ولا خبز لقلة حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن بسطت البسط من الجلد فجعل فيها التمر والأقط ونحو ذلك فأكل الناس منها، ثم إنهم تساءلوا فقالوا: إن جعل النبي -عليه الصلاة والسلام- الحجاب على صفية فهي من أمهات المؤمنين لأن الحجاب فرض عليهن، وإن لم يحجبها فهي جارية من الجواري، فلما ضرب عليها الحجاب ووسع لها في المركب خلفه أيقنوا أنها من أمهات المؤمنين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه، وهذا لفظ البخاري
من فوائد الحديث
أنَّ وقت الوليمة هو عند البناء بالزوجة، والدخول عليها؛ لأنَّ هذه الفترة هي المقصودة من النكاح، وما قبلها تمهيد لها. أنَّ المشروع هو تخفيف الوليمة، والدعوة إليها، والاستعداد لها، فإن كان الإنسان موسرًا فتكون بالشاتين والثلاث فأكثر قليلاً، حسب حال الزوج، وقَدْر المدعوِّين، وإن كان في حالة سفر، أو حالة عسرة فيكفي ما تيسَّر من الطعام والشراب. أنَّ صنع الوليمة للزواج متأكد جدًّا؛ فالسفر والتخفُّف من الزاد فيه لم يمنع من إعدادها، والاجتماع لها. جواز الدخول على المرأة في السفر، وذلك لثبوته من فعله -عليه الصلاة والسلام-. جواز التوكيل في الدعوة للوليمة. الإشارة إلى أنه ينبغي أن لا يكون في الولائم إسراف ولا تبذير لقوله: فما كان فيها من خبز ولا لحم.