أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث
معاني المفردات
لعق أصابعه : لحس أصابعه. أصابعه الثلاث : الوسطى ثم السبابة ثم الإبهام. فليمط : فليزل. الأذى : الوسخ. القصعة : وعاء يؤكل فيه. البركة : الزيادة وثبوت الخير والانتفاع.
شرح الحديث
في الحديث التحذير من الشيطان، والتنبيه على ملازمته للإنسان في تصرفاته، فينبغي أن يتأهب ويحترز منه ولا يغتر بما يزينه له، والطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة، ولا يدرى أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو في ما بقي في أسفل الصحن أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة، وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والانتفاع به، والمراد هنا: ما يحصل به التغذية وتسلم عاقبته من أذى ويقوى على طاعة الله تعالى. و هنا فائدة ذكرها بعض الأطباء أن الأنامل تفرز عند الأكل شيئاً يعين على هضم الطعام.
التوثيق
- الدرجة: صحيحان
- المصدر: حديث أنس رواه مسلم. حديث جابر رواه مسلم
من فوائد الحديث
استحباب لعق الأصابع بعد الأكل قبل غسلها. السنة في تناول الطعام أخذه بثلاث أصابع. حرص الإسلام على المحافظة على المال، وعدم ضياعه مهما كان قليلاً. استحباب أكل اللقمة الساقطة كسراً لنفسه، وتواضعاً لربه، والتماساً للبركة. الإسلام يدعو إلى النظافة، فإذا وقع الطعام فينبغي إزالة الأذى عنه قبل أكله. الشيطان قد يشارك العبد في طعامه وشرابه إذا لم يحترز منه بالوسائل الشرعية. بيان سمو الشريعة، وأنها شريعة مبنية على المصالح، فما من شيء أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إلا والمصلحة في وجوده. زيادة اطمئنان النفس؛ لأن الإنسان بشر قد يكون عنده إيمان وتسليم بما حكم الله به ورسوله، لكن إذا ذكرت الحكمة ازداد إيماناً، وازداد يقيناً. في الحديث رد على من كره لعق الأصابع استقذاراً، لكن يكون ذلك مستقذراً لو فعله في اثناء الأكل لأنه يعيد أصابعه في الطعام وعليها أثر ريقه. حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنه إذا ذكر الحكم ذكر الحكمة منه