فَأَمَّا إذَا أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ
معاني المفردات
الطُّرُقَات : الطرقات جمع طريق. مَا لَنَا بُدٌّ : لا محيد لنا عن ذلك. أبَيْتُمْ : امتنعتم. غَضُّ الْبَصَرِ : خفض البصر عن النظر إلى ما لا يحل النظر له. وَكَفُّ الْأَذَى : الامتناع عن أذية المارّة بالقول أو بالفعل. إياكم : أي: احذروا.
شرح الحديث
حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا غِنًى عنه، فقال: إذا امتنعتم ولا بد أن تجلسوا فيجب عليكم أن تعطوا الطريق حقه، فسألوه عن حق الطريق، فأخبرهم به: أن يغضوا البصر عن النساء اللاتي يمررن أمامهم، وأن يمتنعوا عن أذية المارة سواء بالقول أو بالفعل، وأن يردوا السلام على من ألقاه عليهم، وأن يأمروا بالمعروف وإذا رأوا منكرا أمامهم وجب عليهم إنكاره.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
النهي عن الجلوس في الطرقات إلا بشرطه المذكور. أن من حق الطريق غض البصر. أن من حق الطريق كف الأذى. أن من حق الطريق رد السلام. أن من حق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. نستفيد من الحديث قاعدة فقهية مهمة (أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح). أن النهي عن الجلوس في الطريق ليس للتحريم، وإنما للتنزيه؛ لأنهم لو فهموا أنه للتحريم لم يراجعوه.