مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حتى يصلَّى عليها فله قِيرَاطٌ، ومن شَهِدَها حتى تدفن فله قِيرَاطان، قيل: وما القِيرَاطَانِ؟ قال: مثل الجبلين العظيمين
معاني المفردات
مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ : من حضر الْجَنَازَةَ وهي الميت. قِيرَاطٌ : مقدار عظيم من الأجر مثل الجبل. حتى تُدفن : يُفرغ من دفنها. أحد : جبل في شمالي المدينة وقعت عنده الغزوة المشهورة.
شرح الحديث
الله -تبارك وتعالى- لطيف بعباده، ويريد أن يهيئ لهم أسباب الغفران، ولذا ورد الحضَّ على الصلاة على الجنازة وشهودها، لأن ذلك شفاعة تكون سبباً للرحمة. فجعل لمن صلَّى عليها قيراطا من الثواب، ولمن شهدها حتى تدفن قيراطاً آخر، وهذا مقدار من الثواب عظيم ومعلوم قدره عند الله تعالى. فلما خَفِي على الصحابة- رَضي الله عنهم- مقداره، قرَّبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أفهامهم، بأن كل قيراط مثل الجبل العظيم، لما فيه من القيام بحق أخيه المسلم والدعاء له والتذكير بالمآل وجبر قلوب أهل البيت وغيرها من المصالح.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
الفضل العظيم في الصلاة على الجنازة وتشييعها حتى تدفن. أنه يحصل للمصلي والمشيع حتى تدفن ثواب لا يعلم قدره إلا الله تعالى. أن في الصلاة على الميت وتشييع جنازته إحساناً إلى الميت وإلى المصلي والمشيع. فضل الله تعالى على الميت، حيث حض على تكثير الشفعاء له بأجر من عنده. أن مقدار الثواب على قدر الأعمال التي يقوم بها العبد، فقد جعل للمصلي قيراطاً، وللمصلي والمشيِّع، قيراطين. كرامة المسلم على الله تعالى- حيث أثاب من اتبع جنازته أو حضر دفنه. أن هذا الفضل يحصل لمن اتبع الجنازة إيمانًا واحتسابًا.