من بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر
معاني المفردات
منزلاً : موضعاً نستريح فيه. خباءه : البيت من وبر أو شعر أو صوف يكون على عمودين أو ثلاثة. الصلاة جامعة : احضروا لتصلوا مجتمعين. فقال : أي بعد ما صلينا. إنه لم يكن : أي لم يوجد. حقًّا عليه : أي واجبًا. أن ينذرهم : من الإنذار أي : يحذرهم. أمتكم هذه : يعني الأمة المحمدية. عافيتها : العافية : أن تسْلم من الأسقام والبلايا. في أولها : عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. آخرها : ما بعد القرون الثلاثة السابقة. بلاء : محنة وابتلاء. أمور تنكرونها : أي مستحدثة ومبتدعة ومخالفة للشرع. وتجيء الفتنة : أي العظيمة في الدين. مهلكتي : فيها هلاكي. ثم تنكشف : أي تذهب. هذه هذه : أي هذه الفتنة هي أعظم الفتن. يُزَحْزح : يُبعد ويُنحى. فلتأته منيته : فليحرص أن يأتيه الموت وهو على الحال الموصوف. وليأت : أي ليجيء. صَفْقَةَ يده : عهده وميثاقه؛ لأن المتعاهدين يضع أحدهما يده في يد الآخر. ثمرة قلبه : عقده وعزمه. فإن جاء آخر ينازعه : أي خرج عن طاعته ونازعه في الملك. فاضربوا عنق : فاقتلوا.
شرح الحديث
في هذا الحديث أنه يجب على الدعاة ما يجب على الأنبياء من بيان الخير والحث عليه ودلالة الناس إليه وبيان الشر والتحذير منه، وفيه أن صدر هذه الأمة حصل لها الخير والسلامة من الابتلاء، وأنه سيصيب آخر هذه الأمة من الشر والبلاء ما تجعل الفتن القادمة تهون الفتن السابقة، وأن النجاة منها يكون بالتوحيد والاعتصام بالسنة، وحسن معاملة الناس، والالتزام ببيعة الحاكم، وعدم الخروج عليه، وقتال من يريد تفريق جماعة المسلمين.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
استحباب جمع الناس وإخبارهم بما يهمهم. من واجب الحكام والعلماء تنبيه الأمة وتحذيرها من الأخطار. معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - بإخباره عن حدوث فتن متتالية يجر بعضها بعضاً، وكل فتنة أفظع من سابقتها. آخر هذه الأمة سينحرف عن منهج السلف الذي فيه العافية من الفتن، والعصمة من الضلال، والهداية من الغي. المؤمن يحافظ على دينه ويبقى على أصالته؛ فلا يخوض في الفتن، ولا يجرفه تيار الفساد والإفساد. الحث على التزام الإيمان، وسلوك سبل الهداية، والمعاملة الحسنة والخلق الطيب، وأنَّ ذلك يقيه شر الفتن والوقوع في جهنم. يجب على الإنسان ألا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه. وجوب السمع والطاعة، والحذر من الخروج على ولاة الأمر. وجوب قتال الفئة الباغية التي تخرج على الإمام وتشق عصا الطاعة وتفرق جماعة المسلمين، وذلك للحفاظ على وحدة صف الجماعة المسلمة وعدم تفريق كلمتها.