إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله، ويصلح بالكم
معاني المفردات
بالكم : البال: القلب والحال والخاطر. عطس : اندفع الهواء من أنف العاطس بعنف أو من فمه؛ لعارض، وسُمِع له صوت. يهديكم الله : يرشدكم بالإيصال إلى ما يرضيه.
شرح الحديث
العطاس نعمة، وهو خروج أبخرة من الجسم، انحباسها يسبب خمولًا في الجسم، فلذا يستحب للعاطس أن يحمد الله تعالى أن سهّل خروج هذه الأبخرة من جسمه، ولأن العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فالعطاس دليلٌ على نشاط جسم الإنسان، ولهذا يجد الإنسان راحة بعد العطاس. ويقول سامعه: يرحمك الله، وهو دعاء مناسب لمن عوفي في بدنه، ثم يجيب العاطس فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم. فهذه من الحقوق التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام بها الناس بعضهم مع بعض، حصل بذلك الألفة والمودة وزال ما في القلوب والنفوس من الضغائن والأحقاد.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: روه البخاري
من فوائد الحديث
العطاس نعمة من نعم الله -تعالى-، ولذا أُمر العاطس بحمد الله عند تجدد هذه النعمة. ينبغي للعاطس أن يُكافئ من دعا له بالرحمة، بأن يدعو له بالهداية وصلاح الحال مما يدعم الحب والإخاء. من سمع العاطس يحمد الله؛ فإنه مأمور أيضًا بأن يقول له: يرحمك الله، وهو دعاء مناسب لمن عوفي في بدنه. دلت السنة أن تشميت العاطس مقتصر على المسلمين فيما بينهم، وأما غيرهم فلا يدعى لهم بالرحمة، وإنما يدعى لهم بالهداية وصلاح البال.