ما يَكُنْ عندي من خيرٍ فلن أَدَّخِرَهُ عَنْكُم، ومَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، ومَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعْطِيَ أَحَدٌ عطاءً خَيرًا وأَوسعَ من الصبرِ
معاني المفردات
نفذ : فني وذهب. فلن أدخره : أي: لا أجعله ذخيرة لغيركم معرضا عنكم، أو لا أخبئه وأمنعكم إياه. ومن يستعفف : أي: من طلب العفة عن سؤال الناس والاستشراف إلى ما في أيديهم. يعفه الله : يرزقه الله العفة فيصير عفيفًا قنوعًا. يغنه الله : أي: يجعله غني النفس ويفتح له أبواب الرزق.
شرح الحديث
سأل ناس من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، ثم أخبرهم أنه لا يمكن أن يدخر شيئا عنهم فيمنعهم، ولكن ليس عنده شيء، وحثهم على الاستعفاف والاستغناء والصبر. فأخبرهم أنه من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس؛ يغنه الله عز وجل، فالغنى غنى القلب، فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس؛ أغناه الله عن الناس، وجعله عزيز النفس بعيدًا عن السؤال. وأنه من يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل ويحميه ويحمي أهله أيضًا. وأنه من يتصبر يصبره الله، أي يعطيه الله الصبر. وما من الله على أحد بعطاء من رزق، أو غيره؛ خيرًا وأوسع من الصبر.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
كرم النبي صلى الله عليه وسلم وما جُبل عليه من مكارم الأخلاق. ليس الغنى الممدوح في الشرع بكثرة المال والمتاع في يد صاحبه ولكن الغنى المحمود أن يكون الإنسان غني النفس بالله -تعالى-. الترغيب بالقناعة والاستعفاف. تُنال مكارم الأخلاق ومعالي الصفات بالصبر. جواز إعطاء السائل مرتين. جواز الاعتذار إلى السائل. جواز السؤال للحاجة، وإن كان الأولى تركه والصبر حتى يأتي الله بالفرج.