أوليس قد جعل الله لكم ما تَصَّدَّقُون: إن بكل تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وكل تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وكل تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وكلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً
معاني المفردات
الدُّثُور : جمع دَثْر، وهي: الأموال. فضول أموالهم : فضول جمع فضل، والفضل: هو ما زاد عن الحاجة. البُضْع : يطلق على الجماع، وعلى الفرج نفسه، وكلاهما تصح إرادته هنا. شهوته : لذته وما تشتاق إليه نفسه. وزر : الوزر الحمل والثقل، وأكثر ما يطلق على الذنب والإثم.
شرح الحديث
عن أبي ذر رضي الله عنه أن ناسا قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الأموال بالأجور وأخذوها عنا، فهم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقوا بأموالهم الزائدة عن حاجتهم، فنحن وهم سواء في الصلاة وفي الصيام، ولكنهم يفضلوننا بالتصدق بما أعطاهم الله تعالى من فضل المال ولا نتصدق. فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا فاتتهم الصدقة بالمال فهناك الصدقة بالأعمال الصالحة، فللإنسان بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أن الرجل إذا أتى امرأته فإن في ذلك صدقة. فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر. قال: أرأيتم لو زنى ووضع الشهوة في الحرام هل يكون عليه وزر؟ قالوا: نعم، قال فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
كثرة وجوه أعمال الخير. تنافس الصحابة على فعل الخيرات، وحرصهم في نيل عظيم الأجر والفضل من عند الله -تعالى-. سعة مفهوم العبادة في الإسلام، وأنها تشمل كل عمل يقوم به المسلم بنية صالحة وقصد حسن. يسر الإسلام وسهولته، فكل مسلم يجد ما يعمله ليطيع الله به. الأغنياء والفقراء مأمورون بفعل الطاعات وترك المنكرات. فقراء المسلمين كانوا يغبطون أغنياءهم ليفعلوا الخير مثلهم.