كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم؟
معاني المفردات
الأبْوَاء : موضع بين مكة والمدينة، يسمى الآن: "الخريبة". القَرنَان : العمودان اللذان تشد فيهما الخشبة، التي تعلق عليها بكرة البئر. طَأطَأه : أي: أنزل الثوب الذي يستره حتى أظهر لعبدالله بن حنين رأسه. أقبل بهما : أي: بيديه، بدأ بهما من مقدم رأسه. أدبر : ردهما من مؤخره إلى مقدمه. أُمَارِيكَ : أجادلك.
شرح الحديث
تحاور عبدالله بن عباس وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهم في الغُسل للمُحرم هل يغسل المحرم رأسه أم لا وموضع الشبهة فيه أنه لو حرك شعر رأسه لأمكن أن يكون متسبباً في سقوط بعض الشعر، فأرسلا عبدالله بن حنين إلى أبي أيوب رضي الله عنه ، فوجده يغتسل، فقال له أرسلني إليك ابن عباس يسألك كيف كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يغتسل، فقال للذي يصب عليه الماء: اصبُبْ. بعد أن طأطأ الثوب الذي يستره، حتى بدا رأسه، ثم حرك رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. فلما جاء الرسول وأخبرهما بتصويب ما رآه عبد الله بن عباس -وكانوا يطلبون الحق-، رجع الْمِسْوَرُ رضي الله عنه ، واعترف بالفضل لصاحبه، فقال: لا أُمَارِيكَ أبداً.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
جواز غسل المحرم رأسه، وتحريكه بيديه. جواز إمرار اليد على شعر الرأس بالغسل إذا لم ينتف شعراً، ويسقطه. جواز المناظرة في المسائل الشرعية لإظهار الحق. قبول خبر الواحد في المسائل الدينية، وأن العمل به سائغ شائع عند الصحابة. الرجوع إلى النصوص الشرعية عند الاختلاف، وترك الاجتهاد والقياس عندها. جواز توكيل الثقة في السؤال عن العلم وقبول خبره فيه. عِلم ابن عباس السابق بالحكم الشرعي ولهذا جاء السؤال: كيف كان يغسل رأسه ولم يَقُل: هل كان يغسل رأسه. جواز إلقاء السلام على المتطهر في وضوء أو غسل، ومحادثته عند الحاجة. جواز الاغتسال أمام الناس، إذا كان مستور العورة. استحباب التستر وقت الغسل، فإن خاف من ينظر إليه وجب الستر. جواز الاستعانة في الطهارة بالغير. أن الأولى تسمية الرجل نفسه لمن قال له من أنت؟ سلوك طريق التعليم بالفعل؛ لأنه أقرب للفهم وأرسخ في الذهن. الاعتراف للفاضل بفضله.