من نَسِيَ وهو صَائِمٌ فأَكل أو شَرِب، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ
معاني المفردات
من نَسِيَ : من غاب عن ذهنه. فأَكل أو شَرِب : أو هنا للتنويع، ويحتمل أن تكون عاطفة، وقد ورد الحديث باللفظين. فَلْيُتِمَّ : أي: فليكمل صومه، واللام للأمر. صومه : الصوم: هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى الغروب. أطعمه الله : أي: رزقه طعاما، أي مأكولا. وسقاه : أي: رزقه شرابا، ونسب ذلك إلى الله -تعالى-؛ لأنه حصل دون قصد من الفاعل.
شرح الحديث
بُنيت الشريعة الإسلامية على اليسر والسهولة، والتكليف بقدر الطاقة، وعدم المؤاخذة بما يخرج عن الاستطاعة أو الاختيار. ومن ذلك : أن من أكل أو شرب، أو فعل مفطراً غيرهما في نهار رمضان، أو غيره من الصيام، فَلْيُتِمَّ صَومه، فإنه صحيح؛ لأن هذا ليس باختياره، فما فعله الإنسان ناسياً من غير نية فإنه لا يقدح في صومه ولا يؤثر فيه وإنما هو من الله الذي أطعمه وسقاه.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
صحة صوم من أكل أو شرب ناسياً. ليس على من أكل أو شرب ناسيا إثم؛ لأنه ليس باختياره. من فعل في عبادته مُبطِلاً معفوًا عنه، فهو مأمور بالْمُضِيِّ في عبادته وجوبا إن كانت واجبة واستحبابا إن كانت تطوعا. معنى إطعامه من الله -تعالى- وسقيه، أنه وقع من غير اختيار، وإنما الله الذي قدر له ذلك بنسيانه صيامه. سعة رحمة الله -تعالى- بعباده. يسر الشريعة الإسلامية.