ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس
معاني المفردات
دلني : أرشدني. ازهد في الدنيا : اقتصر على القدر اللازم منها، واترك ما لا ينفعك في الآخرة. يحبك الله : لإعراضك عما أمر بالإعراض عنه. وازهد فيما عند الناس : من الدنيا. يحبك الناس : لأن قلوبهم مجبولة على حب الدنيا، ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه وقلاه، ومن لم يعارضه فيه أحبه.
شرح الحديث
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يرشده إلى عمل إذا عمله يكون سببا لمحبة الله له ومحبة الناس، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمل جامع شامل يسبب له محبة الله ومحبة الناس. فقال له صلى الله عليه وسلم : "ازهد في الدنيا". أي: فلا تطلب منها إلا ما تحتاجه وتترك الفاضل، وما لا ينفع في الآخرة، وتتورع مما قد يكون فيه ضرر في دينك، وازهد في الدنيا التي يتعاطاها الناس، فإذا صار بينك وبين أحد منهم حق أو عقد من العقود فكن كما ورد في الحديث: "رحم الله امرءا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى"؛ لتكون محبوبا عند الناس ومرحوما عند الله تعالى .
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه ابن ماجه
من فوائد الحديث
علو همم الصحابة -رضي الله عنهم-، فلا تكاد تجد أسئلتهم إلا لما فيه خير في الدنيا أو الآخرة أو فيهما جميعاً. الإيجاز في جواب السؤال مالم تدع الحاجة إلى التفصيل. الزهد في الدنيا من أسباب محبة الله -تعالى- لعبده، والزهد فيما عند الناس من أسباب محبة الناس له. إثبات محبة الله -عزّ وجل-، أي أن الله -تعالى- يحب محبة حقيقية، على ما يليق بجلاله وعظمته. فضيلة الزهد في الدنيا، ومعنى الزهد: أن يترك ما لا ينفعه في الآخرة. الزهد مرتبته أعلى من الورع، لأن الورع ترك ما يضر، والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة. الحث والترغيب في الزهد فيما عند الناس، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعله سبباً لمحبة الناس لك، وهذا يشمل أن لا تسأل الناس شيئاً، وأن لا تتطلع وتعرِّض بأنك تريد كذا. منازعة الناس في دنياهم مما يجلب بغضهم وحسدهم، ومن ذلك سؤالهم، كما قيل: وبُني آدم حين يُسأل يغضب.