لا تُقَارِنُوا، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن القِرَانِ، ثم يقولُ: إلا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرجلُ أَخَاهُ
معاني المفردات
عام سنة : أي: عام قحط وجدب. القِران : هو أن يقرن بين التمرتين في الأكل. أخاه : المراد بالأخ هنا: رفيقه الذي اشترك معه في ذلك التمر.
شرح الحديث
عن جبلة بن سحيم قال: أصابنا عام قحط مع ابن الزبير رضي الله عنهما ، فأعطانا تمرا، فكان ابن عمر رضي الله عنهما يمر بنا ونحن نأكل، فيخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرن الرجل بين التمرتين ونحوهما مما يؤكل أفرادا، إذا كان مع جماعة إلا بإذن أصحابه. فالشيء الذي جرت العادة أن يؤكل واحدة واحدة، كالتمر إذا كان معك جماعة فلا تأكل تمرتين في لقمة واحدة؛ لأن هذا يضر بإخوانك الذين معك، فلا تأكل أكثر منهم إلا إذا استأذنت، وقلت: تأذنون لي أن آكل تمرتين في آن واحد، فإن أذنوا لك فلا بأس. ملحوظة: في صحيح البخاري: فرزقنا بأربع فتحات، والفاعل ابن الزبير، والمعنى أعطانا، وفي رواية البيهقي: فرزقنا بضم الراء بالبناء للمجهول، ويحتمل الرازق الله تعالى .
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
الاجتماع على الطعام سنة ممدوحة، وفيه بركة بخلاف الفُرقة. جواز مراقبة العلماء لمن دونهم لتعليمهم السنة. تحريم ظلم الآخرين في الأكل والشرب وكافة شؤون الحياة. كراهة القران في الطعام من غير إذن لمن يأكل معهم لما فيه من ظلم لرفيقه. قال العلماء: إن كان يعلم رضا الشركاء بقرنه بينهما جاز، والنهي عن القرآن من حسن الأدب في الأكل.