من أنْفَق زوْجَيْن في سَبيل الله نُودِي من أبْوَاب الجنَّة، يا عبد الله هذا خَيْرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دُعِي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجِهاد دُعِي من باب الجِهاد
معاني المفردات
أنْفَق زوْجَيْن : أي: أنفق شيئين من أي صنف من أصناف المال من نوع واحد. الرَّيَّانِ : اسم باب من أبواب الجنَّة، خُصَّ الصائمون بالدخول منه. ضَرورة : نقص خسارة. أرْجُو أن تكون منهم : أتوقع أن تكون منهم، قال العلماء: الرجاء من الله ومن نبيه -صلى الله عليه وسلم- واقع، وإنما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أرْجُو" تأدبًا مع الله -تعالى-.
شرح الحديث
من تصدق بشيئين من أي شيء مثل المأكولات أو الملبوسات أو المركوبات أو النقود، ابتغاء رضوان الله نادته الملائكة من أبواب الجنَّة مُرَحِّبة بقدومه إليها، وهي تقول: لقد قدمت خيرا ًكثيراً تثاب عليه اليوم ثَوابا ًكبيراً. فالمكثرون من الصلاة ينادون من باب الصلاة، ويدخلون منه، والمكثرون من الصدقة ينادون من باب الصدقة، ويدخلون منه، والمكثرون من الصوم تستقبلهم الملائكة عند باب الرَّيَّان داعية لهم بالدخول منه، ومعنى الرَّيان: الذي يَروي من العطش؛ لأن الصائمين يمتنعون عن الماء فيصابون بالعطش ولاسيما في أيام الصيف الطويلة الحارة، فيجازون على عطشهم بالري الدائم في الجنة التي يدخلون إليها من ذلك الباب. فلما سمع أبو بكر رضي الله عنه هذا الحديث، قال: يا رسول الله: "بأبي أنت وأمي" من دخل من هذه الأبواب لا نقص عليه ولا خسارة، ثم قال: "فهل يُدْعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها"، فقال صلى الله عليه وسلم : "نعم وأرجو أن تكون منهم".
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
بيان فضل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وأنه تجتمع له أعمال البر، فيدعى من جميع أبواب الجنة تكريمًا له. جواز الثناء على الإنسان في وجهه، إذا لم يَخَفْ عليه العُجب. بيان أن للجنة أبواباً تقوم عليها الملائكة. من العباد من يُدعى من كل هذه الأبواب. جواز فِدَاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأب والأم.