لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحق، ورجل آتاه الله حِكْمَةً، فهو يَقضي بها ويُعَلِّمَها
معاني المفردات
الحسد : الغبطة ، وهي: أن يتمنى مثله. سلطه : مكنه الله من إنفاقه في وجوه الخير. هلكته : وجوه إنفاقه ومجالات صرفه. في الحق : في أنواع البر ونواحي الخير. حكمة : وضع كل شيء في موضعه. يقضي بها : يحكم ويفتي بين الناس بمقتضاها. آناء : الآناء: الساعات
شرح الحديث
يُشير النبي صلى الله عليه وسلم هنا إلى أن الحَسَدَ أنواع مختلفة فمنه حسد مَذْمُوم محرم شرعًا، وهو أن يتمنى المرء زوال النعمة عن أخيه، وحسد مباح وهو أن يرى نعمة دنيوية عند غيره فيتمنى لنفسه مثلها، وحسد محمود مستحب شرعًا، وهو أن يرى نعمة دينية عند غيره فيتمناها لنفسه. وهو ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا حَسَدَ إلا في اثنتين" أي أن الحسد تختلف أنواعه وأحكامه حسب اختلاف أنواعه ولا يكون محمودًا مستحبًا شرعيًا إلا في أمرين: الأمر الأول: أن يكون هناك رجل غني تقي، أعطاه الله مالا حلالا، فينفقه في سبيل الله تعالى، فيتمنى أن يكون مثله، ويَغْبِطَه على هذه النعمة. الأمر الثاني: أن يكون هناك رجل عالم، أعطاه الله علما نافعا يعمل به، ويعلمه لغيره، ويحكم به بين الناس، فيتمنى أن يكون مثله.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: حديث ابن مسعود رضي الله عنه: متفق عليه. حديث ابن عمر رضي الله عنه: متفق عليه
من فوائد الحديث
الحَسَدُ داء خطير يجب الابتعاد عنه والحذر منه. حسد الغِبْطَة محمود إذا كان في وجوه الخير. فضل الغني الذي لا يبخل بما آتاه الله . الواجب شكر المُنْعِم على ما أنعم به على العبد وذلك بأن يضعها العبد في موضعها. استحباب الإنفاق وبذل المال والخروج عنه بالكلية في وجوه الخير ما لم يؤد إلى حرمان الورثة أو سؤال الناس ونحو ذلك مما حَرَّمَه الشرع. فضل العلم بأحكام الدين وتعليم الناس ودعوتهم إلى التفقه في الدين.