حُوسِب رجُل ممن كان قَبْلَكُمْ، فلم يُوجد له من الخَيْر شيء، إلا أنه كان يُخَالط الناس وكان مُوسِرًا، وكان يأمُر غِلْمَانَه أن يَتَجَاوَزُوا عن المُعْسِر، قال الله عز وجل : نحن أحَقُّ بذلك منه؛ تَجَاوزُوا عنه
معاني المفردات
حوسب : أي بعد موته في قبره أو أنه إخبار عما سيكون يوم القيامة بصيغة الماضي. يخالط الناس : يعاملهم بالبيوع والمداينة. موسرًا : غنيًّا. غلمانه : جمع غلام والمراد به الخادم. المعسر : الذي عجز عن قضاء ما عليه من الدين في الحال.
شرح الحديث
"حُوسِب رجُل" أي حاسبه الله تعالى على أعماله التي قدمها. "ممن كان قَبْلَكُمْ" من الأمم السابقة، "فلم يُوجد له من الخَيْر شَيء" أي: من الأعمال الصالحة المقربة إلى الله تعالى . "إلا أنه كان يُخَالط الناس وكان مُوسِرًا" أي يتعامل معهم بالبيوع والمداينة وكان غنياً. "وكان يأمُر غِلْمَانَه أن يَتَجَاوَزُوا عن المُعْسِر" أي: يأمر غلمانه عند تحصيل الديون التي عند الناس، أن يتسامحوا مع المُعسر الفقير المديون الذي ليس عنده القدرة على القضاء بأن ينظروه إلى الميسرة، أو يَحطوا عنه من الدَّين. "قال الله عز وجل : نحن أحق بذلك منه؛ تَجَاوزُوا عنه" أي: عفا الله عنه، مكافأة له على إحسانه بالناس، والرفق بهم، والتيسير عليهم.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه مسلم
من فوائد الحديث
فيه أن التسامح مع المَدِين المُعْسِر وتفريج كُرْبته من أفضل الأعمال. الحث على مخالطة الناس والتعامل معهم. شَرعُ من قبلنا شَرْعٌ لنا إذا لم يخالف شرعِنا. الجزاء من جنس العمل. الحث على التسامح مع المدين إما بالإنظار أو العفو الكلي. فضل تيسير مصالح الناس. جواز التعامل بالدَّين. صحة تبرع الوكيل إذا كان بإذن المُوَكِّل.