أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم
معاني المفردات
اتخذوا : جعلوا. أحبارهم : علماء اليهود. ورهبانهم : عباد النصارى. أربابًا من دون الله : حيث اتبعوهم في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ. لسنا نعبدهم : ظن أن العبادة يراد بها التقرب إليهم بالسجود ونحوه فقط. أليس يحرمون... إلخ : بيانٌ لمعنى اتخاذهم أربابًا. سبحانه عما يشركون : أي تنزيها له عن الإشراك به في طاعته وعبادته.
شرح الحديث
حينما سمع هذا الصحابي الجليل تلاوة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهذه الآية التي فيها الإخبار عن اليهود والنصارى: بأنهم جعلوا علماءهم وعبّادهم آلهة لهم يشرعون لهم ما يخالف تشريع الله فيطيعونهم في ذلك، استشكل معناها، لأنه كان يظن أن العبادة مقصورة على السجود ونحوه، فبين له الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن من عبادة الأحبار والرهبان: طاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام، خلاف حكم الله تعالى ورسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: رواه الترمذي
من فوائد الحديث
أن طاعة العلماء وغيرهم من المخلوقين في تغيير أحكام الله -إذا كان المطيع يعرف مخالفتهم لشرع الله- شركٌ أكبر. أن التحليل والتحريم حقٌّ لله -تعالى-. بيان لنوع من أنواع الشرك وهو شرك الطاعة. مشروعية تعليم الجاهل. أن معنى العبادة واسعٌ يشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. بيان ضلال الأحبار والرهبان. إثبات شرك اليهود والنصارى. أن أصل دين الرسل واحد وهو التوحيد. أن طاعة المخلوق في معصية الخالق عبادة له. وجوب الاستفسار من أهل العلم عما خفي حكمه. حرص الصحابة على العلم.