هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟

رأى سعد أنَّ له فَضلاً على مَن دُونَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «هَل تُنْصَرون وتُرْزَقُون إِلاَّ بِضُعَفَائِكُم؟». عن أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه مرفوعاً: «ابغُونِي الضُعَفَاء؛ فَإِنَّما تُنصَرُون وتُرزَقُون بِضُعَفَائِكُم».
معاني المفردات

رأى : ظنَّ. سعد : هو سعد بن أبي وقاص أبو مصعب -رضي الله عنه-. أنَّ له فَضلاً على مَن دُونَه : من أصحاب رسول الله -رضي الله عنهم-، وهذا بسبب شجاعته أو نحو ذلك. ابغُونِي : أعينوني على طلب الضعفاء.

شرح الحديث

في هذين الحديثين ما يدل على أنَّ الضعفاء سبب للنصر، وسبب للرزق في الأمة، فإذا حَنَّ عليهم الإنسان وعَطَف عليهم وآتاهم مما آتاه الله عز وجل ؛ كان ذلك سبباً للنصر على الأعداء، وكان سبباً للرزق؛ لأنَّ الله تعالى أخبر أنَّه إِذَا أنفق الإنسان لرَبِّه نفقة فإِنَّ الله تعالى يُخلِفُها عليه. قال الله تعالى : (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)، يُخلفه: أي يأتي بخَلَفِه وبدله.

التوثيق
  • الدرجة: صحيحان
  • المصدر: الحديث الأول: رواه البخاري. الحديث الثاني: رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد
من فوائد الحديث

الحض على التواضع ومنع الترفع على الآخرين. الضُعفاء مصدر خير للأمة؛ لأنهم مع ضعفهم في أجسامهم، إلاَّ أنَّهم أقوياء بربهم لقّوَّة إيمانهم وثقتهم بربِّهم، وتجرُّدهم عن حظوظ النفس وأعراض الدنيا؛ فلذلك إذا دعَوُا الله بإخلاص استجاب لهم، والأمة ترزق بسببهم. حكمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تأليف القلوب وتوجيهها لما يحبه الله ويرضاه.