إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض
معاني المفردات
ألا : أداة عرض. تَستَعمِلُنِي : تُصيّرني عاملاً. فلانا : لفظ يُكَنَّى به عن اسم شخص ما، وهو خاص بالناس دون الحيوانات غالبا. الأَثَرَة : الانفراد بالشيء عمن له فيه حق. الحوض : الحوض المورود الذي خُصَّ به نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.
شرح الحديث
جاء رجل ٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يجعله عاملاً على منصب من المناصب كبقية الذين ولاهم، فإنّه أخبره النبي -عليه السلام- بأمر وهو أنه عليه وعلى أصحابه أن يصبروا على ما يلقونه من ظلم وجور في المستقبل من حكام ينفردون بالمال والخيرات دون رعيتهم، فأمرهم بالصبر حتى يردوا عليه حوضه -عليه السلام-.
التوثيق
- الدرجة: صحيح
- المصدر: متفق عليه
من فوائد الحديث
معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإخبار عما سيقع في المستقبل. الأفضل عدم طلب الولاية إلا إذا كان أهلا لها وليس من أحد ينافسه عليها. بُعد نظره -صلى الله عليه وسلم- وعدم ترشيحه أحدًا لولاية لا يكون كفؤًا لها. الصبر عند فساد الأمور، وعدم تولية أصحاب الكفاءة. أفاد قوله "سَتَلقَون بَعدِي أَثَرَة" نفي ظن السائل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آثر الذي ولاَّه عليه؛ فبيَّن -صلى الله عليه وسلم- أن ذلك لا يقع في زمانه، وأنه لم يخصه بذلك لذاته وإنما لمصلحة المسلمين وإن الاستئثار للحظ الدنيوي إنما يقع بعده. الصبر على ظلم الحاكم إذا استأثر بدنيا، وعدم الخروج عليه ما لم يأت بكفر بَوَاح. فيه بيان منقبة للأنصار وأنهم ممن يرد الحوض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.